رام الله غزةالقدسالمحتلة (وكالات) قلّص أمس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من الصلاحيات الأمنية التي منحها لابن عمه اللواء موسى عرفات في محاولة لإخماد الأزمة التي تطورت أول أمس إلى صدامات عنيفة في قطاع غزة في وقت لا يزال فيه رئيس الوزراء أحمد قريع «مصرا» على استقالته... وهدأت أمس الأوضاع في قطاع غزة لكن تقارير ذكرت أن تل أبيب ادخلت كميات كبيرة من السلاح والذخائر الى القطاع لاشعال حرب أهلية من القطاع. وكانت الحكومة الصهيونية قد خصصت أول أمس جانبا كبيرا من اجتماعها الأسبوعي للأزمة التي اندلعت في قطاع غزة الأسبوع الماضي وتطورت في نهاية الأسبوع الى مواجهات مسلحة. وقود اسرائيلي لحرب أهلية وذكرت تقارير أن جهات اسرائيلية ربما تكون قد أدخلت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر الى قطاع غزة لتفجيره تماما. وكان أحد كبار قادة جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية قد توقع أول أمس خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست أن نطاق الفوضى في قطاع غزة قد يتسع. وكان وزراء في حكومة شارون عقبوا أول أمس على احداث قطاع غزة بقولهم أن هذه الأحداث أظهرت أنه لا يوجد شريك للكيان الاسرائيلي في الجانب الفلسطيني. وذهب مسؤولون صهاينة الى حد تمني حصول تمرد على القيادة الفلسطينية وبالتالي تفجير اقتتال فلسطيني فلسطيني على خلفية الصراع بين قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية. وفي سياق التدخل الاسرائيلي في الأحداث الجارية على الساحة الفلسطينية تحدثث تقارير عبرية عن «دور خفي» للعقيد محمد دحلان القائد السابق لجهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة. تدخل جديد لاطفاء الحريق وبعد المواجهات المسلحة في قطاع غزة منذ الليلة الفاصلة بين السبت والأحد الماضيين، هدأ أمس الوضع في قطاع غزة لكن التوتر كان ظاهرا. وفي محاولة لاعادة الأمور إلى نصابها بما يؤدي إلى اخماد الأزمة المتفجرة في القطاع أساسا عيّن أمس الرئيس ياسر عرفات اللواء عبد الرزاق المجايده مديرا للأمن العام في الأراضي الفلسطينية في حين تقلص دور اللواء موسى عرفات الى مدير للأمن العام في قطاع غزة فقط. ولم يصدر بيان رسمي بهذا الشأن لكن عرفات سعى من خلال هذا التعيين (الذي اعتبرته أمس كتائب شهداء الأقصى مجرد ذر للرماد في العيون) الى انهاء موجة الغضب التي سادت منذ الاعلان عن تعيين اللواء موسى عرفات مدير للأمن العام في الأراضي الفلسطينية. وتتهم بعض الجهات الفلسطينية مثل كتائب شهداء الأقصى اللواء موسى عرفات بالفساد المالي. وقبل تقليص صلاحياته كان اللواء عرفات الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية قد أكد أنه لن يقدم استقالته كي تنتهي الاضطرابات التي هزت قطاع غزة على مدى 24 ساعة تقريبا. وكان نحو 20 فلسطينيا قد جرحوا أول أمس أثناء الصدامات بين عناصر الاستخبارات المؤيدين لموسى عرفات والعشرات من أفراد كتائب شهداء الأقصى مدعومين بمسلحين آخرين في رفح بجنوب قطاع غزة. وخلال الليلة الفاصلة بين السبت والأحد كان مسلحون من كتاب الأقصى قد اقتحموا مقرا للاستخبارات العسكرية في خان يونس وحرروا المساجين واستولوا على الأسلحة الموجودة بداخله ثم أحرقوه. ونظم صباح أمس المئات من رجال اللواء موسى عرفات «استعراضا» في غزة دعما لقائدهم السابق. واستمرت أمس الأزمة في ظل تمسك رئيس الوزراء الفلسطيني باستقالته. وقال قريع أمس اثر اجتماع للحكومة طارىء في رام الله أن استقالته لا تزال قائمة لأنه لم يتلق بعد ردا خطيا من عرفات. وأعلن قريع أنه يختلف مع عرفات بشأن الصلاحيات الأمنية التي يفترض أن تحصل عليها الحكومة معلنا ايضا لا يتفق مع الرئيس الفلسطيني بخصوص التعيينات الأخيرة. تصعيد وعلى الميدان صعّدت القوات الصهيونية اعتداءاتها موقعة عديد الشهداء والجرحى في الضفة والقطاع. وفي قرية «صيدا» قرب طولكرم شمالي الضفة الغربية استشهد أمس مقاومان فلسطينيان فيما أصيب ضابط اسرائيلي بجروح خطيرة خلال الاشتباك الذي وقع بين وحدة اسرائيلية وعناصر من المقاومة. واستشهد مساء أمس فلسطيني آخر في مخيم «بلاطة» في نابلس برصاص جنود الاحتلال. وفي قطاع غزة استشهد أول أمس فلسطيني آخر كما استشهدت طفلة متأثرة بجروح أصيبت بها قبل أيام. وأطلق أمس زورق حربي اسرائيلي صاروخا على منزل «أبو يوسف» قائد ألوية صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في مخيم «الشاطىء» بغزة وأصيب 3 من أفراد لجان المقاومة الشعبية بجروح متوسطة لكن القيادي المستهدف نجا وفق ما جاء في بيان لهذا التنظيم المؤلف من عناصر ينتمي إلى تيارات مختلفة. وكانت القيادة الفلسطينية قد دعت أثناء اجتماعها الليلة قبل الماضية في رام الله الى تدخل دولي لانهاء العدوان الإسرائيلي.