تجددت أمس في قطاع غزة احتجاجات المسلحين المفصولين من أجهزة الأمن أو الغاضبين على التعيينات الأخيرة في هرم تلك الأجهزة، وهو ما ينذر بحدوث انشقاق أو أكثر داخل حركة «فتح» خصوصا وان بعض الفصائل في صلب الحركة عادت إلى استخدام شعارات الثمانينات. وفي تظاهرة نظمت مساء الجمعة في غزة، كانت كتائب الأقصى الغاضبة على تعيين اللواء موسى عرفات في قيادة الأمن العام بقطاع غزة وعلى ما تصفه بتفشي الفساد في صلب السلطة الفلسطينية، قد عادت إلى استخدام شعارات رفعت في بداية الثمانينات حين أعلنت فصائل فلسطينية صغيرة مثل «العاصفة» انشقاقها عن الحركة الأم (فتح). خطر الانشقاقات ومن الواضح ان كتائب شهداء الأقصى التي ليست لها قيادة مركزية لا تهدد في الوقت الراهن بالانشقاق عن «فتح» لكن الحركة مهددة بالفعل بانشقاقات بسبب الاختلافات الحادة والصراعات بين بعض الأجنحة والتي تجسدت على الأرض من خلال احتجاجات مسلحة غير مسبوقة. وقد تجددت أمس هذه الاحتجاجات باستيلاء مقاتلين ينتمون إلى التنظيم المحلي لكتائب الأقصى (في قطاع غزة) على مبنى المحافظة في خان يونس بعد ساعات من احراق مسلحين آخرين مركزا للشرطة جنوبي مدينة غزة. وسيطر حوالي 20 مسلحا من كتائب الأقصى على مبنى محافظة خان يونس لمدة خمس ساعات على الأقل. وأخلى المسلحون المبنى بعد ان تلقوا وعدا من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات (عن طريق أحد المسؤولين) بإعادة ادماج 52 عنصرا من الكتائب في جهاز الاستخبارات العسكرية الذين عزلوا منه حين كان يتولاه اللواء موسى عرفات ابن عم الرئيس عرفات. وطالب المحتجون بالغاء تعيين اللواء موسى عرفات مديرا للأمن العام في قطاع غزة وقالوا انهم يريدون اقصاء «الفاسدين» وتنفيذ الاصلاحات التي يريدها الشعب الفلسطيني. وأكد أحد المتحدثين باسم المجموعة التي نفت عملية احتلال مبنى محافظة خان يونس ان حركة الاحتجاج لن تنتهي إلا إذا تمت الاستجابة لمطالب هذا الجناح الغاضب داخل كتائب شهداء الأقصى. وفي قرية «الزوايدة» قرب دير البلح وسط قطاع غزة كان مسلحون قد أضرموا النار الليلة قبل الماضي في مركز للشرطة بعد ان حطموا الأثاث. وتتحدث مصادر فلسطينية عن صراع أجنحة داخل حركة «فتح» بل ان بعض التنظيمات التي تدور في فلك الحركة مثل كتائب شهداء الأقصى باتت تجابه توترات داخلية حادة. ونشرت أمس كتائب الأقصى في الضفة الغربية بيانا (مشهودا بصحته) شجب بقوة الاحتجاجات المسلحة في القطاع التي يفترض أن عناصر من كتائب الأقصى هم الذين أججوها. عرفات ينفي ونفى أمس الرئيس ياسر عرفات بدوره أن يكون على خلاف مع رئيس الوزراء (المستقيل) أحمد قريع حول الصلاحيات. وقال عرفات في ختام لقاء معه دبلوماسيين عربا في رام اللّه انه يثق تماما بقريع نافيا وجود مشكلة تتعلق بالصلاحيات. وأضاف عرفات: سأقبل كل ما يطلبه قريع... لكنه لم يقدم حتى الآن أي طلبات محددة. ولم يوافق الرئيس الفلسطيني على استقالة رئيس الوزراء الذي يريد الحصول على صلاحيات أمنية كبيرة تخوّل حكومته ضبط الوضع الأمني بعد السيطرة على أجهزة الأمن التي لا تزال تخضع في معظمها لسيطرة عرفات.