تعتبر دار الشباب بقربة من أهم المنشآت الشبابية بولاية نابل من حيث اتساع البنية الأساسية ووظيفة الفضاءات، فقد نجحت في تحقيق أعلى درجات الاستجابة لحاجيات مختلفة الشرائح الشبابية بالجهة ولا أدل على ذلك من استقطابها لنحو 694 مجازا في مختلف الأنشطة الرياضية والفنية والتنموية. والواضح أن الأسرة التربوية بدار الشباب «قربة» قد أدركت ضرورة البحث عن تجويد وتطوير البرامج التنشيطية من خلال عدم الاقتصار على أنشطة نوادي الاختصاص بل بتشريك الشباب تصورا وتنفيذا في عديد التجارب والمبادرات المتصلة بالانخراط في الرهنات التنموية مثل التظاهرات التضامنية ومشاريع العمل التطوعي في المجال البيئي ومشروع ترقية الثقافة الصحية لدى الشباب في الاسعافات ومقاومة التدخين وأمراض السكري والدم ورعاية المبادرات الابداعية لعديد العناصر المتميزة في مجال الفنون التشكيلية مع توفير الاحاطة النفسية والاجواء العلائقية الخالية من ضروب الاحتواء والتلقين باعتبار دار الشباب فضاء تكمن خصوصيته في تطوير العلاقات الطوعية لدى الناشئة ولعل ما يحسب لهذه المؤسسة هو ادراكها أن طبيعة أنشطتها وبرامجها يجب أن تكون منسجمة مع طبيعة الوقت الحر لاستقطاب الشباب بعد ساعات العمل والدراسة فعديد النوادي تنشط بطاقة استيعاب قصوى من السادسة الى التاسعة ليلا وهو ما أفضى الى تكوين أكثر من مجموعة في نفس الاختصاص (الموسيقى الرياضة للجميع الجمباز المسرح). وحتم التعاقد مع أكثر من منشط في نفس التقنية. الابداع امرأة هو عنوان آخر تظاهرة تنشيطية توجت به «خلية المرأة المبدعة» أنشطتها على مدى 2009 وقد تخطت هذه الخلية نوعية أنشطتها من الفنون التشكيلية المتصلة بالرسم على الحرير والبلور والخزف الى تبادل الخبرات في مشغل الاطفال واحتياجاتهم النفسية والاجتماعية والصحية وكان ذلك في إطار حلقات تحسيس بالتعاون مع أكثر من طرف مختص مثل ديوان الأسرة والعمران البشري والهلال الأحمر والوحدة الجهوية لتعليم الكبار والدائرة الصحية بقربة. ومن الأفكار الجديدة التي حازت اهتمام رواد هذا الفضاء ودعمت عدد رواده الى نحو 180 امرأة فضاء الطبخ الجماعي لاعداد أكلات أسبوع كامل حيث توفر المجموعة كامل مستلزمات الأكلات وتتوزع المهام في التنظيف والقص والطبخ والتعليب مع تخصيص محطات موسمية لصنع الحلويات التونسية والشرقية على أن توجه الانتاجات لفائدة العائلات المعوزة وهو ما يؤصل لدى الجميع قيم التطوع والتضامن في أطر تنشيطية متجددة ومبتكرة. برمجة ثرية والقادم أفضل خلال الفترة الأخيرة سعت الأسرة التنشيطية بالمؤسسة الى برمجة جملة من الأنشطة والبرامج والتظاهرات التي يتداخل فيها التكوين والتثقيف مع جانب الترويج وذلك من خلال احتضان تربص وطني في الاسعافات بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر وبمشاركة نحو 22 شابا سبق لهم الحصول على درجة أولى في الاسعافات كما تحتضن الدار دورة تكوينية لفائدة مدرسي تعليم الكبار وسيقع التركيز على تعميق الثقافة الصحية الوقائية لدى المشاركات مع تنظيم رحلات الى كل من سوسة والقيروان والجنوب التونسي وخرجة خاصة بالاناث الى منطقة «الزريبة» و«بنت الجديدي» من ولاية زغوان الى جانب منابر حوار حول محاور الظواهر السلوكية السلبية كالتدخين والحياة الجنسية خارج إطار الزواج والعنف اللفظي والبدني. ولأن الشباب يبقى هو المنطلق والمقصد تتجه النية لبعث خلية تفكير لاعداد برمجة متميزة في الذكرى العشرين لانبعاث دار الشباب مع بداية السنة القادمة متكونة من روادالدار القدمى وصفوة المنخرطين حتى تبقى دار الشباب بقربة قبلة للفعل التنشيطي في أبعاده المتجددة بتحويل أوقات الفراغ الى ممارسة تنموية وإبداعية مفتوحة لكل الشرائح العمرية والاجتماعية.