أفاق قطاع غزّة أمس مجددا على صوت أزيز طائرات الاحتلال التي قصفت عدة مناطق في شرق وجنوب القطاع مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى كما توغّلت قوّة من جيش الاحتلال جنوب القطاع في ما بدا أنه تمهيد لشنّ عدوان على غزة خصوصا في ظل الصمت الدولي الذي اعتبرته «حماس» عاملا يشجّع الصهاينة على التمادي في جرائمهم. فقد أكّدت مصادر طبية أن مواطنين فلسطينيين أحدهما طفل أصيبا بجروح جرّاء غارات جوية اسرائيلية على مناطق في قطاع غزة فجر أمس. انفجارات... واعتداءات وحسب أطباء فلسطينيين وشهود عيان فقد سُمع دويّ انفجارين في مدينة غزّة فيما دوى انفجار ثالث في شمال مدينة غزّة ورابع في خان يونس جنوب القطاع. وأكّد متحدث باسم جيش الاحتلال من جهته شن الغارة على غزّة موضحا ان الطيران استهدف نفقين كان نشطاء يحفرونهما في اتجاه اسرائيل بهدف تهريب أسلحة وتنفيذ عمليات، حسب زعمه. وكانت المقاتلات والدبابات الاسرائيلية قصفت الليلة قبل الماضية عدّة أهداف في شرق وجنوب قطاع غزّة مما أدّى الى إصابة 4 فلسطينيين على الأقل، حسب شهود عيان ومصادر طبيّة. وقال الشهود إن مقاتلات «أف 16» اسرائيلية أطلقت صاروخين كما أطلقت الدبابات قذيفتين سقطت جميعها في مناطق مفتوحة بشرق وشمال شرق غزّة وقالوا إنهم سمعوا أصوات انفجارات ضخمة في المنطقة. وذكرت مصادر طبيّة أن سيارات اسعاف محليّة نقلت 4 أشخاص من شرق مدينة غزة للعلاج في مستشفيات القطاع مشيرة الى أن اصاباتهم طفيفة. وأفادت مصادر فلسطينية ان قوّة من جيش الاحتلال معزّزة بآليات عسكرية توغلت أمس شرق بلدة خزاعة بمدينة خان يونس، جنوب القطاع. وذكرت المصادر أن القوّة المكوّنة من أكثر من 20 جنديا تقدّمت داخل أراض زراعية شرق بلدة خزاعة مئات الامتار حيث قامت بأعمال تمشيط. وفي سياق متصل قصفت زوارق حربية اسرائيلية قوارب صيد فلسطينية قبالة سواحل غزة مما أدّى الى تضرر عدد منها واجبار الصيادين على مغادرة المكان خشية اصابتهم. «حماس» تحذّر وقد نددت حركة المقاومة الاسلامية «حماس» أمس بعمليات القصف التي نفذتها طائرات ودبابات إسرائيلية على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، معتبرة أن الصمت الدولي يجعل إسرائيل تتمادى في التصعيد وتنفيذ مثل هذه الجرائم. وقال المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم في تصريح: إن التصعيد الصهيوني الأخير على قطاع غزة يؤكد استمرار العدوان، ويعكس همجية الاحتلال في ظل خنق قطاع غزة ومحاصرته. وأضاف: إن عدم التحرك العربي والإسلامي لنصرة الشعب الفلسطيني واتخاذ قرارٍ شجاعٍ بفك حصار غزة سيجرِّئ العدو الصهيوني على استمرار عدوانه وارتكابه جرائم ومجازر بشكل مستمر. وشدد برهوم على ضرورة الإسراع إلى اتخاذ قرار بفك حصار غزة، وأن يغادر المستوى الرسمي العربي مربع الصمت ويبدأ مرحلة جديدة لاستعادة حقوق الشعب واستخدام كافة أوراق الضغط على الكيان الصهيوني والبدء في محاكمة قادته كمجرمي حرب. وأشار إلى أن استمرار الحصار والعدوان مع استمرار بناء الجدار الفولاذي (الذي تنفذه السلطات المصرية) على الحدود بين قطاع غزة ومصر يكمِّل بعضها بعضًا ضمن مشروع خنق قطاع غزة والتأثير في حياة مليون ونصف مليون فلسطينيٍّ. وأشار إلى أن هذا يأتي في إطار خطة متكاملة للضغط على «حماس» وعلى الشعب الفلسطيني للتنازل والتراجع بما يخدم مصلحة العدو الصهيوني ويحقق أهدافه.