أعلنت مصادر رسمية يمنية أمس أن السلطات بدأت بإرسال آلاف الجنود من القوات الخاصة وقوات مكافحة الارهاب إلى محافظات شبوة والبيضاء وأبين في حملة عسكرية ضخمة تستهدف عناصر تنظيم «القاعدة» فيما وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ما يجري في اليمن بأنه خطر على المنطقة والعالم. وأعلنت السلطات اليمنية أنها اعتقلت مواطنين أجانب يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم «القاعدة» أمس. وتعمل السلطات اليمنية على تعطيل نشاط «القاعدة» في الجزيرة العربية بدعم أمريكي. توترات أمنية وكان مسؤول في السفارة الأمريكية بصنعاء قال إن السفارة فتحت أبوابها أمس بعد يوم على قتل قوات الأمن اليمنية عنصرين من «القاعدة» قالت إنهما يقفان وراء إغلاق السفارة الأمريكية والبعثات الديبلوماسية الأوروبية أبوابها. وقالت السفارة الأمريكية إن قوات الأمن اليمنية عالجت «مصدر قلق محدّد» في شمالي صنعاء أمس الأول مما جعل السفارة تقرر فتح أبوابها من جديد. إلا أن بيان السفارة أشار إلى أن مخاطر تنفيذ هجمات ارهابية ضد المصالح الأمريكية تبقى مرتفعة والسفارة تحض مواطنيها في اليمن على توخي الحذر واتخاذ تدابير أمنية. وقالت وزارة الداخلية اليمنية من جانبها أمس إن كل البعثات الديبلوماسية الأجنبية «آمنة» مشيرة إلى أن الحكومة عززت الاجراءات الأمنية حول السفارات ومساكن الموظفين الأجانب. وفي سياق متصل قالت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس إن المخاوف تزايدت من هجوم يستهدف السفارات الغربية في اليمن، وسط مزاعم بتهريب قافلة شاحنات محمّلة بالمتفجرات إلى داخل العاصمة صنعاء. وأشارت الصحيفة إلى أن المسلحين الذين كانوا يقودون ستّ شاحنات مليئة بالعتاد والأسلحة نجحوا فيما يبدو في مراوغة قوات الأمن ودخول المدينة بعد عملية مراقبة فاشلة. ولم يتم كشف هوية مهربي الأسلحة المحتملين ومن غير الواضح إن كان اختفاؤهم له علاقة بجماعة ما يعرف بتنظيم «القاعدة»في شبه الجزيرة العربية الناشطة في اليمن. وفنّد ديبلوماسيون تكهنات بأن اختفاء القافلة قد يكون نذيرا بهجوم وشيك على المصالح الغربية في المدينة. تهديد عالمي في الأثناء قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن انعدام الاستقرار في اليمن يمثل تهديدا عالميا وتعهدت بسد أي ثغرات في اجراءات الأمن الأمريكية بعد محاولة تفجير طائرة في عطلة عيد الميلاد. وقالت كلينتون في أول تعليق لها منذ اثارت محاولة الهجوم في 25 ديسمبر على طائرة متجهة إلى ديترويت انتقادا شديدا لسياسات إدارة أوباما لمكافحة الارهاب انها ستناقش خطوات اضافية مع مجلس وزراء أوباما الأمني هذا الأسبوع. وقالت كلينتون للصحفيين بعد اجتماع مع رئيس وزراء قطر الزائر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني «فيما يتعلّق بما حدث مع الارهابي على متن الطائرة القادمة إلى ديترويت.. نحن لسنا راضين». وأضافت قائلة: «ولذا سنلتقي بالرئيس لمتابعة مراجعاتنا الدولية ونستمع إلى ما استنتجه الآخرون في حكومتنا ونتخذ أي خطوات إضافية ضرورية». واعترف مسؤولون في البيت الأبيض بأن مؤامرة تفجير قنبلة عيد الميلاد كشفت عن أخطاء لكنهم قللوا من الحاجة إلى إصلاح شامل للنظام الأمني الأمريكي. واتهم الجمهوريون الرئيس باراك أوباما الذي عاد أمس الأول من عطلة في هاواي وإدارته الديمقراطية بالتراخي بشأن الارهاب وعدم القدرة على إصلاح ثغرات في عمل المخابرات مستمرة منذ هجمات الطائرات المخطوفة في 11 سبتمبر 2001.