استغنت شركة «روتانا» في اليوم الأول من العام الجديد عن موظّفيها ومطربيها في القاهرة وفي لبنان، هذا الخبر تداولته عديد مواقع الانترنيت، وعدد كبير من الصحف المصرية واللبنانية وهذا طبيعي، لكنه غريب بعض الشيء، فهل أن شركة «روتانا» من خلال إغلاق مكتبيها بالقاهرة ولبنان، تقوم بتصفية حسابات خاصة؟! أم أن الشركة تعرّضت لأزمة مالية وبالتالي هي بصدد اعلان بداية نهاية شركة، كانت بها في السنوات القليلة الماضية، أكثر القنوات الفنية مشاهدة في العالم العربي؟! وفي صورة كان السؤال الثاني هو الأقرب الى الواقع، فأي مصير للألبوم الأخير للفنانة التونسية «نجاة عطية» بعد أن أهدته الى شركة «روتانا» لتسويقه عربيا؟! نجاة تستبعد «الشروق» حاولت البحث في هذا الموضوع، فكانت البداية مع الفنانة «نجاة عطية» التي تفاجأت بالخبر لكنها أكّدت أنها تعاملت مع شركة »روتانا» أو مع مسؤوليها بالمملكة العربية السعودية. وبخصوص قراءتها لهذا الخبر، تقول نجاة عطية: «روتانا شركة كبيرة برهنت لسنوات عديدة أن إدارتها، تتمتع بالمهنية والحرفية، وتعرف صلاحياتها ومكاسبها المادية والفنية، ولا أظنّ أنه ثمّة أسباب شخصية». وفي المقابل أكّدت صاحبة «دايما أنا» أن هذا الخبر، يمكن ان يكون اعادة هيكلة لا غير مشيرة الى أن روتانا كشركة منتجة من حقّها أن تقوم بتغييرات فنية وإدارية وفق ما تقتضيه مصالحها الخاصة، وأضافت في ذات السياق «إذا أغلقت مكتبيها في القاهرة وبيروت فربما يعود ذلك لانتهاء عقود او لمشاكل مع العاملين بهذين المكتبين». صابر يعتبرها حقبة جديدة وغير بعيد عن «نجاة عطية»، اعتبر الفنان صابر الرباعي، أن هذا القرار الذي أقدمت عليه شركة »روتانا» بغلق مكتبيها بالقاهرة وبيروت، إنما يمكن أن يكون اختيارا جديدا، الهدف منه التأسيس لحقبة جديدة في تاريخ هذه الشركة التي عرفت نجاحا كبيرا على الصعيد العربي. وأشار الفنان صابر الرباعي الى أن هذا الاختيار يمكن أن يقرأ على أنه إعادة نظر من أجل مستقبل الشركة، واستبعد في المقابل أن تكون «روتانا» تعاني من أزمة مالية أو أنها تسير في طريق الافلاس، وقال في هذا الاطار: «ليست قضية تمويل حسب ظني لكنها اعادة نظر في الهيكلة على ما يبدو...». حسابات خاصة! وعلى صعيد آخر، علمنا بوسائلنا الخاصة، أن مشاكل حاصلة بين المديرين بالمكتبين، والمسؤولين الفاعلين في شركة روتانا تهم التسيير والاختيارات في هاتين العاصمتين العربيتين، رغم كونهما من أهم مكاتب هذه الشركة، حيث كان يوم الخميس الماضي آخر أيام العمل في عام 2009 لمكتب القاهرة وكان أيضا اليوم الاخير لما يقارب العشرين موظّفا في «روتانا» القاهرة معظمهم في وظائف دنيا ولكن من بينهم مدير انتاج الفيديو كليب ومدير العلاقات العامة والاعلام والتسويق. وعلّلت روتانا تسريحها لهؤلاء كما جاء على أحد المواقع بكون هذا التسريح يأتي ضمن خطّة أعلن عنها سابق لهيكلة المؤسسة بالكامل خاصة وأنها باتت مترهّلة إداريا. واعتبر نفس الموقع أن هذا التسريح سببه الأزمة المالية حسب مصادر أخرى وشدّد على أن تسريح العاملين من جهة وإيقاف البرامج والاستغناء عن ثلاث مطربات مصريات في يوم واحد، ومنهم ميّ كسّاب لا يمكن أن يكون سببه إداري، مشيرا (الموقع) الى أن الاشكال مادّي بحت ويدلّ على بداية افلاس الشركة. وإذ نتفهّم المعطيات التي جاءت بهذا الموقع لأن كاتبها مصري، فإن تاريخ الشركة المادي والاعلامي لا يدلّ إطلاقا على وجود أزمة بقدر ما يدلّ على أمرين اثنين وإن اختلفا، فإنهما يشتركان في الهدف، الأول يتمثل في إعادة النظر في هيكلة المؤسسة واختياراتها الفنية والادارية. وأما الثاني فينحصر في حسابات قد تكون ضيّقة، إلا أن تصفيتها قد تغيّر السياسة الفنية التي تشمل الاختيارات والهيكلة الادارية التي تهم التسيير. وفي كلتا الحالتين المصلحة لروتانا خاصة في ظل التراجع الذي عرفته في السنة المنقضية 2009.