صائفة 2010 كانت صائفة الفشل الجماهيري الذريع للمطربين التونسيين ليس في مهرجان قرطاج فقط بل في أغلب المهرجانات التونسية فاذا استثنينا صابر الرباعي ولطفي بوشناق وأمينة فاخت فانّ بقيّة المطربين التونسيين كان الاقبال على سهراتهم مخجلا . لن أتوقّف عند أسباب الفشل الذي صاحب أكثر من مطرب تونسي ممّن يتوهّمون أنّهم نجوم ويكفي أن أذكر نجاة عطية في بنزرتوقرطاج ومقداد السهيلي ونبيهة كراولي في قرطاج ونوال غشّام في الحمامات وغيرهم فهذا الفشل الذي أصبح يتكرّر مع المطربين التونسيين يطرح أكثر من سؤال وخاصة في مستوى نجاعة المهرجانات فالى متى ستبقى حفلات المطربين التونسيين تشكّل نزيفا ماليا للمهرجانات فلا يكفي أن تكون تونسيا حتّى تكتسب جدارة الوقوف على ركح مهرجان جماهيري كبير مثل قرطاج فهذا المهرجان من المفروض أن لا يمنح الاّ لمن تجاوز سقفا معيّنا في النجومية مثل صابر الرباعي ولطفي بوشناق وأمينة فاخت فما جدوى سهرة لا يحضرها الاّ عدد محدود جدّا في مسرح يتّسع للآلاف؟ الدّعم... الدّعم اعرف أن هذا الرأي سيغضب الكثيرين وخاصة المطربين الذين يرفعون شعار أحقيّة الفنّان التونسي بقرطاج وهي أحقيّة صحيحة بلا شكّ وبلا نقاش ولكن الأحقية يجب أن لا تكون على حساب النجاعة والمردودية . انّ الدّعم الذي تقدّمه وزارة الثقافة كبير وله أكثر من وجه ومن بين وجوهه هذه الحفلات الفاشلة والخاسرة ماليا في قرطاج ولكن أليس من الأفضل أن تقدّم الوزارة دعما للمطربين من أجل انتاج أعمال خاصة وتوزيعها وليس مساعدتهم على التواكل وترديد أغاني الآخرين و«تهذيب التراث» ليقدّموا حفلات في قرطاج لا يحضرها أحد . فيمكن تنظيم سهرات مشتركة للفنانين التونسيين عوضا عن السهرات الفردية خاسرة بكل المقاييس لأنّ مهرجان قرطاج يحتاج الى جماهيرية كبيرة وهي ليست متاحة لكل الفنّانين بغضّ النّظر عن قيمة ما يقدّمه هذا المطرب أو ذاك . فهل تعيد ادارة مهرجان قرطاج في العام القادم صيغة حضور المطربين التونسيين في المهرجان ؟