كشفت مصادر إخبارية أن الانتحاري الذي قتل سبعة من عناصر وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي.إي.إيه» في أفغانستان خدع أسرته التي لم تعلم بمكان وجوده إلا من خلال الاخبار، فيما نفت عمان وجود معلومات تؤكد أن الأردني همام خليل البلوي هو الانتحاري منفذ الهجوم. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» عن أحد أقارب البلوي الذي اشترط عدم ذكر اسمه : «أصدقاء الطبيب همام خليل البلوي الذي قتل عناصر الاستخبارات الأمريكية في خوست جنوبأفغانستان كانوا يعتقدون أنه موجود في تركيا». وأضاف أحد اقارب البلوي: «الطبيب خدعهم جميعا، بشأن نواياه ومعتقداته حيث أخبر عائلته أنه كان مسافرا الى تركيا للحاق بزوجته التركية وأطفاله واستكمال دراسته، إلا أنه توجّه الى قاعدة تشابمان في أفغانستان». وكانت وسائل إعلام أمريكية قد قالت إن البلوي كان عميلا لثلاث جهات مختلفة، فقد جُنّد بعد اعتقاله من قبل الاستخبارات الأردنية للعمل لحسابها، ثم حُوّل للعمل مخبرا لوكالة «سي.آي.إيه»، إلا أنه لم يتخل أبدا عن ولائه لتنظيم القاعدة التي كان يتلقّى منها الأوامر أيضا. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين سابقين في الحكومة الأمريكية قولهما إن الانتحاري قد استدرج ضباط وكالة الأستخبارات الأمريكية إلى اجتماع ووعد بتقديم معلومات جديدة عن قيادة القاعدة. في ذات السياق، قال مسؤول أردني رفيع المستوى إن همام خليل البلوي زود الأردن بمعلومات في غاية الخطورة، لكن لا توجد أي أدلة تؤكد أنه الانتحاري الذي نفذ الهجوم. وأضاف المسؤول الاردني الذي رفض الكشف عن هويته أن السلطات الاردنية حققت مع البلوي قبل عام تقريبا حول شبهات دارت حوله إلا أنها لم تسفر عن نتائج فتم إخلاء سبيله. ونقل «راديو سوا» الأمريكي عن مسؤولين في مجال الاستخبارات الى أن المخابرات الأردنية تمكنت من إقناع البلوي بالتعاون معها. وعلى ضوء ذلك، غادر البلوي الى أفغانستان حيث زوّد المخابرات الأردنية بمعلومات ساهمت في منع وقوع هجمات إرهابية في الأردن. وأضافوا أن المسؤولين الأردنيين قاموا على ضوء ذلك بتعريف الاستخبارات الأمريكية على البلوي ليوفر لهم معلومات قد تؤدي إلى القبض على الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.