ليلة استثنائية عاشها جمهور المسرح البلدي في سهرة أمس الأول مع الفنانة درصاف الحمداني التي ارتحلت بعشاق صوتها الى ذاك الزمن الجميل فراوحت بين الماضي والحاضر وبما تغنّى جهابذة الطرب الأصيل أطربت درصاف فعانقت الابداع.. ليلة امتزج فيها الفن بالعطاء والقيم النبيلة نظمتها جمعية «ليونس» حتى تعود مداخيل الحفل لانشاء مركز لمعالجة مرضى الزهايمر كأول مستشفى في تونس وفي العالم العربي وإفريقيا. أميرة على ركحها درصاف كانت في الموعد وصرحت أنها سعيدة بمساندة الجمعية في هذا العمل الخيري ومستعدة لتلبية كل دعواتهم. وبفستانها الأحمر تدرّجت أميرة سهرة أمس الأول فوق بساطها المزركش وعلى إيقاع العود غنّت فأطربت، ولإسمهان ردّدت أروع الأغاني «إمت حتعرف» و«أهوى» وعلى إيقاع ليالي الأنس رقصت وفستانها الأحمر.. فاستمتعت العيون برقصاتها وانتشت الأذهان لعذوبة صوتها، لتستفيق على رائعة كوكب الشرق «القلب يعشق كلّ جميل» فبدت لنا مطربة السهرة عاشقة وجميلة ورائعة في أدائها، وجذّابة في حضورها ورومنسية وهي تغني ل«إيديت بياف» وحالمة وهي تنظر لجمهورها الذي غصّت به مقاعد المسرح قد ارتحل معها الى عالمها الخاص، وعلى متن صوتها سافر الى زمن غير هذا الزمن فتمايلت الأجساد وتشابكت الأصابع لتتعانق القلوب في لحظة الصفاء والحب. عبق التاريخ المسرح البلدي لم يكن عاديا في سهرة أمس الأول فتحلّى بأبهى الحلل وبالستائر الحمراء تغطّت جدرانه فكان الانسجام حاصل بين الثنائي، صوت ناعم ومكان عريق يعبق تاريخا، أراد هو الآخر أن يفصح من تلك الليلة عن مجده وشموخ أعمدته الضاربة في عمق القدم. هكذا إذن حققت المطربة درصاف الحمداني الفرجة لجمهورها في ليلة شتوية حبتها بدفء صوتها.