كان الشوط الأول لمباراة مصر والمزومبيق رتيبا بلا إثارة ولا فرص خطيرة حيث كان الحذر مسيطرا على تحركات الفريقين خاصة المنتخب الموزمبيقي الذي أحكم التغطية وغلق المنافذ في منطقة الوسط باعتماد كثافة عددية كبيرة من اللاعبين ذوي النزعة الدفاعية. المنتخب المصري كان حذرا أيضا من ردة فعل منتخب «الأفاعي السامة» لذلك عبّأ هو أيضا منطقة الوسط وإن كان أكثر مجازفة في الهجوم باعتماده على مهاجمين هما عماد متعب وزيدان. مساحات ضيّقة الكثافة العددية للاعبين من الفريقين في وسط الميدان أعاقت الانتقال السليم للكرة من الدفاع إلى الهجوم بالنسبة إلى الفريقين بسبب الزحمة الكبيرة في هذه المنطقة وهذا ما دفع المنتخبين إلى اعتماد الكرات الطويلة أو التسديد من بعيد وقد كان المنتخب المصري أخطر من نظيره الموزمبيقي خاصة عن طريق التمريرات الطويلة مثلما حدث في الدق19 لكن تباطؤ زيدان في التسديد أو التمرير حرم «الفراعنة» من التسجيل. المصريون اعتمدوا على المراوغات أمام التكتل الدفاعي الموزمبيقي عن طريق شيكابالا في الدق29 حين راوغ بامتيازوسدد كرة زاحفة أرجعها الحارس كابونغو بصعوبة إلى الركنية. سذاجة دفاعية دفاع المنتخب الموزمبيقي تميز بالسذاجة الدفاعية سواء في تطبيق طريقة التسلل التي تجاوزها شيكابالا في الدقيقة 28 ووزع كرة ممتازة لكن وصول متعب متأخرا أضاع الفرصة أو في التمركز حين أخطأ ميكسال في رد الكرة في الدقيقة 17 لكن زيدان لم يستغل الفرصة وتكرر الخطأ وكان هذه المرة من الحارس كابونغو لم يستفد منه عماد متعب بسبب ثقله وكانت أخطر فرصة لمصر في الدقيقة 45 زائد واحد إثر خطإ دفاعي آخر فظيع لكن تسديدة متعب ردها الحارس بمهارة. الهجوم الموزمبيقي لم يكن بأفضل حال من خط الدفاع إذ لم يقلق راحة الحارس عصام الحضري إلا في مناسبة وحيدة كانت في الدقيقة 10 إثر تسديدة مباغتة من فومو ردها الحضري كما لم يجتهد مهاجمو الموزمبيق في تكسير خطة التسلل المصرية التي وقعوا في مصيدتها أكثر من مرة. هيجان مصري الشوط الثاني دخله المصريون بقوة كبيرة بعد أن قام المدرب حسن شحاتة بتغييرات ممتازة جدا قضت على كل مكامن الخلل في أداء منتخب الفراعنة حيث أقحم المحمدي كظهير أيمن ودفع بأحمد فتحي للعب في وسط الميدان لتصبح هذه المنطقة ملكا للمصريين الذين صالوا وجالوا كيفما شاؤوا في الشوط الثاني وفرضوا ضغطا كبيرا على الدفاع الموزمبيقي الذي واصل أخطاءه البدائية وكانت أفظعها في الدق 48 حين وزّع أحمد فتحي وداريو كان أكمل المهمة بمغالطة حارس مرماه. «كوتسنينغ» ممتاز. أكد المدرب حسن شحاتة أن تلقيبه بالمعلم لم يكن وليد الصدفة حيث غيّر طريقة اللعب باستبدال الكرات الطويلة الفضائية بالتمرير الأرضي في العمق مع اعتماد التوغلات عن طريق الظهيرين وقام بتغيير ممتاز جدا حين أخرج شيكابالا وأقحم بدلا عنه محمد ناجي جدو للاستفادة من طموحه ورغبته في التألق وأيضا لاستغلال جاهزيته البدنية وبالفعل كان جدو في المستوى وتمكن من تسجيل هدف ممتاز لا يقدر عليه إلا اللاعبون الكبار حيث روّض الكرة برجله اليمنى ثم استدار وسدد على الطائر بيسراه في زاوية صعبة على الحارس وذلك في الدقيقة 80. إلى الدور الثاني بهذا الفوز تمكن منتخب الفراعنة من اقتطاع ورقة الترشح إلى الدور الثاني بصفة مبكرة ودون انتظار الجولة الأخيرة وقد يكون ضمن طليعة المجموعة بنسبة كبيرة لأن فارق الأهداف يصب في مصلحته ليؤكد «الفراعنة» مرة أخرى أنهم رقم صعب في القارة السمراء.