(مدنين) يبدو أن العدّ التنازلي بالنسبة لغزو إيران وإحراقها وتدميرها أصبح وشيكا لأن كل الملامح تدل على الدخول في مغامرة خطيرة من طرف أمريكا وإسرائيل مع إيران لا يعلم إلاّ اللّه نتائجها سواء على إيران بصورة خاصة أو على المنطقة أو العالم بصورة عامة.. لماذا؟ سؤال يطرح نفسه والجواب عنه واضح. أمريكا تريد التخلص من أية قوة في المنطقة حماية لمصالحها ولإسرائيل في ساحة يخيم عليها الركود والخذلان العربي والخيانات سواء منها العربية أو الاسلامية وداخل إيران نفسها. وبالرجوع الى ما قبل غزو العراق ماذا حدث؟ وكيف نتناسى أو نتجاهل حرب الثمانية أعوام بين الجارتين العراق وإيران.. ماذا وقع بعد كل هذا؟ بدأت أمريكا تخطط لضرب العراق باعتبارها تشكل خطرا في المنطقة وبأنها تملك أسلحة الدمار الشامل وانطلقت التفتيشات عن هذه الأسلحة في العراق داخل البيوت والقصور وفي كل الأمكنة المشكوك فيها ومع التأكد من عدم امتلاك العراق لهذه الأسلحة (طاروا ولو معزاة). وحتى بعد اعتراف اللجان المعنية بالتفتيش بعدم امتلاك العراق لأسلحة محظورة كان البرادعي الذي يشكّك حتى في ألعاب الأطفال من نوع «الفوشيك» يؤكد بأن العراق يملك أسلحة محظورة. وفي هذه الفترة بالذات كانت أمريكا هي السبب في غزو الكويت من طرف العراق وهو ما يعرفه العرب والكويتيون أنفسهم ومن هنا جاءت الحرب الأولى ضد العراق بقيادة أمريكا لتحرير الكويت كمقدمة لغزو العراق بدعم عربي إسلامي وبتآمر وتدخل واضح إيراني زيادة على الخيانة العراقية التي أهلكت الحرث والنسل والتي ستتواصل الى أن يرث اللّه الأرض ومن عليها. والآن جاء دور إيران و«حزب الله» وسوريا ولبنانه والمنطقة كلها وهو إجماع غربي صهيوني بقيادة أمريكا إن تمّ. ولم يبق أمام إيران ولبنان وسوريا و«حزب الله» وكل العرب والمسلمين إلا شيء واحد هو الموقف الموحّد والصريح في المنطقة وخارج المنطقة ومخاطبة أمريكا صراحة أو التقييد بأسلوب النعامة لأن أمريكا التي تريد تلميع سمعتها في الخارج ولا تسمح بتشويهها مطلب لا يوجد ما يبرّره في الآونة الحاضرة إلا بمبادرة واضحة على الأقل في حل قضية فلسطين وعدم انحيازها الى اسرائيل بصورة مفضوحة وبالحدّ من التطاول على القانون الدولي والهيمنة عليه وبعدم الدخول في شؤون الغير متناسية غوانتنامو والعراق وأفغانستان وباكستان واليمن والصومال والسودان حتى تعطي للعالم الدروس في الديمقراطية وحقوق الانسان.