وجه الدكتور هانز بليكس رئيس هيئة التفتيش على أسلحة الدمار الشامل والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق انتقادات حادة للغزو الأمريكي للعراق، وأشار الى ان تكلفة عمليات التفتيش في العراق بلغت حوالي مليون دولار وأثبتت عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق وتساءل : لماذا اذن تكاليف ارسال ألف جندي الى العراق فضلا عن الأضرار المادية والبشرية الهائلة التي نجمت عن ذلك الاحتلال. وأكد بليكس ان حجة الولاياتالمتحدةالأمريكية في غزو العراق كانت ضعيفة ولم تكن تملك دليلا على ان العراق يمتلك السلاح النووي، ولفت الانتباه في نفس الوقت الى أنه كانت هناك أسباب كثيرة في المقابل لغزو العراق، ومنها الادعاء بوجود أسلحة بيولوجية وكيمياوية وقال : لقد كان الرئيس العراقي صدام حسين يتحدى ان يتم كشف شيء من ذلك، وعندما باشرت هيئة التفتيش عملها في العراق في أماكن متعددة ثبت بالفعل عدم وجود هذه الأسلحة، وقال ان أمريكا لم تعترف بتقارير المفتشين الدوليين، وقامت بتكذيبها واختارت ان تتجاهل مجلس الامن وتتدخل بالغزو العسكري للعراق مع بريطانيا. كما وجه بليكس في محاضرة ألقاها أمام جمعية القانون الدولي المصرية انتقادات حادة الى المعايير المزدوجة التي تمارسها الولاياتالمتحدة في ما يتعلق بالانشطة الاسرائيلية النووية، وأكد أهمية احداث الامن في منطقة الشرق الاوسط واخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وقال ان ذلك لن يتحقق بامتلاك دول المنطقة بما فيها اسرائيل لهذه الاسلحة. وطرح هانز بليكس في محاضرته رؤية شاملة لمنع أسلحة الدمار الشامل في العالم من خلال نظام دولي قائم على التعاون الدولي الجماعي وليس الهجوم لمنع الدول من امتلاك هذه الاسلحة. ودعا بليكس كافة دول العالم الى التوقيع على الاتفاقيات الخاصة بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل في اطار اقامة نظام جديد للأمن الجماعي مشيرا الى المخاطر الكبيرة الناجمة عن قيام بعض الدول بالسعي الى امتلاك أنواع جديدة من الاسلحة النووية مثل باكستان والهند واسرائيل.