في الوقت الّذي تتواصل فيه فترة مراجعة القائمات الانتخابية على مستوى البلديات ومختلف الهياكل الإدارية المعنية بترتيب الإعدادات للانتخابات البلدية ، تعتمل داخل مختلف الأحزاب حركية لتفعيل مشاركتها في احد أهمّ المواعيد الانتخابية الّتي تعرفها البلاد والمؤهلة لتجسيد ملامح المرحلة السياسية المقبلة في البلاد بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية ليوم 25 أكتوبر الفارط. وتعدّ الانتخابات البلدية المنتظر تنظيمها قبل موفى السداسية الأولى من السنة الجارية من المواعيد البارزة بالنظر لا فقط للإمكانيات الواسعة المتوفرّة للمرور بالديمقراطية المحلية إلى تعدّدية ومشاركة أوسع اعتبارا للتعديل الحاصل في القانون الانتخابي بناء على مبادرة رئاسية بحصر نسبة مقاعد القائمات ذات الأغلبية الانتخابية (الحزب الحاكم) في 75 % وإتاحة هامش إضافي لبقية القائمات المنافسة سيبلغ ولأوّل مرّة نسبة 25 % وهي عادة ما تكون من أحزاب المعارضة أو المستقلين بل كذلك إلى ما تُتيحه مثل هذه المواعيد الانتخابية المحلية من أفق جديد لمزيد الاقتراب من المواطنين والناخبين وتبليغ مشاغلهم وإبداء الرغبة في الإحاطة بتطلعاتهم وخدمتهم في حياتهم اليومية. حرص على النجاح لا تخفي أحزاب المعارضة وخاصة منها البرلمانية أهمية هذا الموعد الانتخابي من ناحية التطلّع إلى أن تكرّس ما حقّقته من نجاحات في الاستحقاقين الرئاسي والتشريعي الأخير، في هذا الصدد أفاد السيّد محمّد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، الّذي صادف تحدثنا إليه إشرافه على اجتماع للجنة متابعة ضبط قوائم الحزب في الانتخابات المقبلة والّتي تضمّ السادة سمير المغراوي وفوزي جراد والحبيب بوشويشة وحسين الهمامي ومنير العيادي، أفاد أنّ للوحدة الشعبية الآن قائمات جاهزة وأنّ عددا آخر من القائمات بصدد التشكّل في عدد من الجهات، وقال السيّد بوشيحة أنّ حزبه يتطلّع إلى مشاركة مكثّفة ونتائج أفضل خلال هذه الانتخابات بما يعكس التطّور الحزبي الحاصل والوضع التنظيمي والجماهيري الجيّد الّذي يمرّ به الحزب حاليّا وقال إنّ الحزب يستهدف المشاركة في ما لا يقلّ عن 80 دائرة انتخابية بلدية مشيرا إلى أنّ الحزب يعتزم التنسيق مع أحزاب أخرى فقط على مستوى الملاحظين ولا نية للتنسيق أو التحالف على مستوى القائمات الانتخابية. آليات وبرامج ويرى السيّد المنصف الشابي عضو المكتب السياسي للاتحاد الوحدوي الديمقراطي أنّ لهذه الانتخابات أهمية بالغة في مزيد نشر وتكريس الممارسة الديمقراطية والتعدّدية والتعايش السياسي داخل المجتمع التونسي، وقال أنّ حزبه يتوجّه نحو ضبط الإعدادات اللازمة لمشاركة واسعة في الانتخابات البلدية المقبلة ذاكرا أنّ اجتماع المكتب السياسي الموسّع قريبا بحضور المستشارين البلديين الحاليين للحزب سيحدّد آليات وبرامج هذه المشاركة. تحالفات وإمكانات من جانبه قال السيّد منذر ثابت الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرّري إنّ الحزب واع بهذا الرهان الانتخابي المهم لتأكيد حالة الصحوة والتنظّم التي تعرفها أحزاب المعارضة والّتي انتقلت بها من مرحلة ضعيفة إلى مرحلة جديدة تكتنز فرصا واسعة لمزيد الانتشار والجماهيريّة والاقتراب من الناخبين، واعتبر ثابت أنّ رهان الانتخابات البلدية وعلى الرغم من أهميّته فهو لا يخلُو من تحديات جسيمة خاصة على مستوى محدودية الإمكانات المادية والمالية بالنظر إلى كثافة عدد الدوائر البلدية (264 قائمة)، ولكن ثابت يستدرك مؤكّدا أنّ الحزب سيفعل ما في وسعه من أجل مشاركة واسعة وأنّ توجهات واضحة لدى قيادة الحزب من أجل إجراء وتنفيذ عملية تنسيق مع حزب معارض آخر يتوافق معه في العديد من الخيارات من أجل تشكيل قائمات موحّدة في عدد من الدوائر البلدية وقال ثابت أنّ ذلك الحزب هو حزب الخضر للتقدّم، من جهته أكّد منجي الخماسي الأمين العام لحزب الخضر للتقدّم العزم على إنجاح مسار التعاون مع الحزب الاجتماعي التحرّري في الموعد الانتخابي الّذي هو على الأبواب وذلك من أجل مزيد تفعيل دور المعارضة وتكريس التعددية المحلية في أكثر من جهة وأكثر من بلدية. مضامين وتفاعل إيجابي وقال الخماسي أنّ الحزب سيعمل مثلما سعى إليه في الاستحقاق الانتخابي ليوم 25 أكتوبر الفارط إلى برمجة تحركات مدروسة خلال الحملة الدعائية وصياغة مضامين تقترب من المواطنين وتراعي خصائصهم المحلية، وفي هذا ألإطار أفاد الخماسي أنّه تمّ بعد بعث لجنة للإعداد للانتخابات البلدية المقبلة تضمّ عددا من أعضاء المكتب السياسي ومنظمتي الشباب والمرأة وكذلك اللجنة العليا للدراسات والاستشراف وعبّر الخماسي عن أمله في أن تتاح المزيد من الإمكانيات من أجل إنجاح هذه المشاركة مؤكّدا على أهمية التفاعل الإيجابي من المصالح الإدارية من أجل قبول طلبات التسجيل بالمجلة الانتخابية والحصول لاحقا على بطاقة ناخب. مشاركة قياسيّة السيّد حسين الماجري عضو المكتب السياسي لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين قال إنّ لجنة متركّبة من أعضاء المكتب السياسي تتابع الإعدادات للانتخابات البلدية المقبلة مشيرا إلى الرهان الّذي توليه الحركة للمشاركة القياسيّة في هذه الانتخابات وللعمل على مستوى مختلف جهات البلاد بما يعكس الإشعاع والمنزلة الّتي تحظى بها على مستوى الساحة السياسية الوطنيّة. مشاركة ومجلس وطني وأفاد السيّد عادل الشاوش عضو المكتب السياسي لحركة التجديد أنّ المجلس الوطني للحركة المقرّر ليوم 20 فيفري المقبل سيدرس ملف الانتخابات البلدية المقبلة مؤكّدا أنّ مبدأ المشاركة يكاد يكون محسوما داخل الحركة بما يعكس رغبتها وتوجّهها للتفاعل الإيجابي مع المعطى السياسي والانتخابي في البلاد وتطلعها لمزيد من الانفتاح والمكاسب للتجربة الديمقراطية والتعدّدية ناهيك عمّا تمثّله مثل هذه المواعيد الانتخابية من فرصة للاقتراب من الناس ورصد مشاغلهم والسعي لتأطيرهم للعمل السياسي والحزبي القانوني والمنظّم.