أمهات على مقاعد الدراسة صورة مألوفة وظاهرة قديمة متجددة بتفاصيلها المتنوعة والمختلفة، والملفت للانتباه أن عدد الأمهات الطالبات في ارتفاع ملحوظ ولعلّ السبب الأساسي وراء انتشار هذه الظاهرة في الوسط الجامعي هو الخوف من العنوسة إلى جانب بعض الأسباب الأخرى التي تختلف من طالبة إلى أخرى. الجمع بين الدراسة الجامعية والزواج والتوفيق بين الأمرين ليست من الأمور السهلة وقد تتطلب تضحية كبيرة من قبل الطالبة الأم أو تدفعها إلى التخلي عن الدراسة في سبيل الحفاظ على استقرارها العائلي. فالطالبة الأم ستكون فريسة لعدد كبير من الضغوطات اليومية التي تفقد معها الرغبة في الدراسة وتتحول حياتها إلى دائرة مفرغة من المشاكل والالتزامات وإذا سلطنا الأضواء أكثر على حياة الطالبة الأم فسنشاهد هذه الصورة المتمثلة في سلسلة متصلة من الأشياء المتعبة والمنهكة للأعصاب. تشتت فمع بداية السنة الجامعية ومنذ أول يوم تدخل فيه الطالبة الجامعة يبدأ مسلسل المتاعب حيث عليها التفكير أولا في المكان الذي ستضع فيه طفلها خلال فترة غيابها التي تمتد على مدار اليوم وهذا الشيء سيكون مصدر ألم نفسي كبير للأم الطالبة وللرضيع الذي يكون في أمس الحاجة إلى وجود والدته إلى جانبه سواء للاعتناء به أو لإرضاعه باعتبار أن الرضاعة الطبيعية من أهم الأشياء التي تنفعه صحيا ونفسيا، وثانيا عليها التركيز على دراستها والقيام ببحوثها الدراسية أو إنجاز رسالة ختم الدروس الجامعية والتحضير والمراجعة اليومية وثالثا عليها أيضا أن تقوم بواجباتها كزوجة وأم والسهر على راحة رضيعها أيام مرضه وإعطائه ما يحتاجه من حب وحنان وعطف والاعتناء بزوجها. والسؤال المطروح هو كيف يمكن لهذه الطالبة التي تعيش وسط هذا الكم الهائل من الضغوطات والمسؤوليات أن تتمتع براحة البال وأن تكون معنوياتها مرتفعة وتستطيع منح صغيرها ما يحتاجه من عاطفة الأمومة والحنان من جهة وأن تنجح في دراستها من جهة ثانية؟ والجواب سيكون حتما أن الأمر سيكون في غاية الصعوبة إن لم نقل أنه مستحيل والنتيجة ستكون بالضرورة الانقطاع المؤقت عن الدراسة أو التضحية بها والانقطاع النهائي عنها والتفرغ للأطفال والقيام بشؤون المنزل. نتائج سلبية هذا الانقطاع ستكون نتائجه سلبية أكثر من إكمال المشوار الشاق للدراسة الجامعية لأن الطالبة الأم التي تصل إلى هذه المرحلة من العجز في التوفيق بين مهمتين غاية في الصعوبة لأنهما تتطلبان التفرغ التام والتركيز الكامل ستجد نفسها محاصرة بمشاعر وضغوطات نفسية أكبر من أن تتحملها شابة في مقتبل العمر تنقصها الخبرة والتمرس بالحياة وأول ما ستشعر به هوالندم على التورط في مسؤوليات تتعدى طاقة تحملها وتشعر بمدى إساءتها لنفسها نتيجة التسرع وعدم التفكير فيما إذا كانت قادرة على تحمل المسؤولية أم لا، وستشعر بالغبن أكثر كلما سمعت عن نجاح زميلاتها السابقات في الدراسة وحصولهن على عمل والعيش في مستوى أحسن وارفع من المستوى الذي تعيش فيه، وربما تعمقت مأساتها أكثر ووصلت إلى مرحلة الاكتئاب النفسي الحاد نتيجة الملل والروتين اليومي والإحساس بالندم والدونية. هذه الأمور السلبية ستكون نتائجها مدمرة لنفسية الطالبة الأم بدرجة أولى ومدمرة لنفسية الأبناء الذين سيجدون أنفسهم محاصرين بأجواء نفسية مشحونة بالتوتر والقلق ويغيب عنها الإحساس بالأمان والحب والانطلاق والتفاؤل بالحياة، وسيكون مستقبلهم النفسي والدراسي معقدا ومشوشا. دور الأولياء وحتى لا نرى مثل هذه الحالات في مجتمعنا أرى أنه من الضروري تدخل العائلة وخاصة الأم والأب لمنع الطالبة من الإقدام على مثل هذه الخطوة أي الزواج قبل أن تكمل دراستها الجامعية وأن تكون الأم أكثر حزما لمنع ابنتها الطالبة من الزواج وهدم مستقبلها الدراسي بكامل إرادتها وأن تشجعها على التفرغ لدراستها والتطلع إلى مراتب عليا من العلم والمعرفة وإفهامها أن الزواج المبكر لن تكون نتائجه جيدة وإنما أكثر سلبية وقتامة وربما ندم وضياع وخسارة. ناجية المالكي منتدى حوار الطالب في قابس بين الدراسة والثقافة والترفيه «الشروق» مكتب قابس: نظمت دار الشباب محمد علي بقابس مؤخرا منتدى حوار بعنوان الطالب في ڤابس بين الدراسة والثقافة والترفيه نشطه إطار من الدار. وكان السيد زهير مبارك مدير المركز الجامعي للتنشيط الثقافي والرياضي بقابس قد قدم مداخلة بين فيها أن الأولياء يقتصرون في تعاملهم مع أبنائهم على الحاصل المعرفي وهي في الحقيقة المهمة الرئيسية للمدرسة. واعتبر لدى البعض أن النشاط الثقافي والترفيهي للطالب هو مضيعة للوقت لكن هذا الرأي يتصاعد كلما ازداد الشاب نموا أي كلما تقدم في مستواه الدراسي قل اهتمامه بالجانب الثقافي. وبين أن النظام التعليمي في تونس خصص حيزا زمنيا مهما للأنشطة الثقافية والرياضية لكن الحيز الضئيل المخصص للثقافة والترفيه لا يمكن الشاب من تحصيل ثقافي وترفيهي كاف وأكد أن المسألة ليست في عزوف الطالب وإنما في الرهانات التي يشعر بها والتي تجعله يبتعد مرغما. وكانت نقاشات الطلبة قد ركزت على التوقيت الزمني الضيق المخصص للترفيه والمرتبط بكثرة التوقيت المخصص للجامعة واعتبر بعض الطلبة أنهم يفضلون جولة على الأقدام من نشاط ثقافي لا يسمن ولا يغني من جوع وأكد جلهم ضرورة الابتعاد عن كل تقييد.