أثناء إحدي الليالي الماضية وبينما كان عدد من أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني وأعوان مركز الحرس الوطني بإحدى مدن الوسط يقومون بدورية مشتركة في مناطق محددة بمرجع النظر شاهد الأعوان سيارة قادمة عبر الطريق الموصلة إلى العاصمة في اتجاه منطقة حدودية معينة فقرروا أن يستوقفوها ليتثبتوا أولا في وثائقها وليستفسروا راكبها (أو ركابها) عن وجهته في تلك الساعة المتأخرة، وليتأكدوا مما إذا كانت لا تحمل بعض المواد المهرّبة أو الممنوعة. ولما أصبحت السيارة على بعد مسافة قصيرة منهم، وكانت تسير بسرعة جنونية أشار أحدهم على سائقها بالتوقف، غير أن السائق لم يمتثل للإشارة وتعمد الزيادة في السرعة، ثم أخذ يقوم بمناورات مختلفة في محاولة منه لتضليل الأعوان الذين راحوا يطاردونه. فرار وفي الوقت الذي انقطع فيه فريق من الأعوان لمطاردته عبر الطرقات حينا وعبر المسالك حينا آخر، تولى فريق آخر التنسيق بواسطة جهاز الاتصال اللاسلكي، مع مختلف وحدات الأمن المتواجدة في المناطق المجاورة، فتم بناء على ذلك غلق جميع المنافذ والمسالك أمام السيارة «الهاربة» وعندما شعر السائق الهارب بأن الأعوان قد ضيّقوا عليه الخناق وأيقن أنه من المستحيل أن يواصل الفرار أوقف السيارة (وهي رباعية الدفع) ونزل منها على عجل وأطلق ساقيه للريح تحت جنح الظلام هاربا نحو غابة كثيفة محاذية للطريق حيث اختبأ. وفي حين واصل بعض الأعوان مطاردته داخل الغابة المظلمة اتجه البعض الآخر منهم إلى السيارة لتفتيشها فتبين أنها تحمل أرقاما أجنبية وأنه لا توجد بداخلها أية وثيقة قد تساعد على التعرف على هوية صاحبها. من العاصمة وإثر حجزها تعهدت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالبحث في الموضوع والتعرف على مصدر السيارة، كالتعرف على صاحبها وما إذا كانت له علاقة بالتهريب. وبربط الصلة بالسلطة الأمنية المركزية اتضح أن هذه السيارة على ملك مواطن أجنبي، وقد سرقت في الآونة الأخيرة بعد أن تركها صاحبها راسية في أحد أنهج العاصمة. ويبدو حسب الاستنتاجات الأولية أن السيارة كانت في طريقها إلى بلد مجاور لتباع هناك بوثائق مزورة على غرار ما حدث في السنوات الأخيرة عندما أقدمت مجموعات من اللصوص والمهربين على تهريب سيارات تونسية مسروقة وتم الكشف عنها بعد ذلك وتوقيف عناصرها. على أية حال الشكوك تحوم حول مجموعة من الأشخاص الذين لهم سوابق عدلية في مثل هذا النوع من الجرائم. ومما لا ريب فيه أن جهود رجال الأمن ستؤتي أكلها وإن استغرقت الأبحاث بضعة أيام أخرى.