ظاهرة تاريخية غريبة تستدعي الدرس والنقاش تلك التي رافقت هجوم المنتخب الوطني التونسي خلال نهائيات أمم إفريقيا حيث نلاحظ أنه ينهار كلّما حقّق المنتخب الوطني انجازا قاريا معيّنا. وقد تأكدت هذه الظاهرة في ثلاث مناسبات بلغ خلالها منتخبنا الوطني الدور النهائي. انهيار (1) بعد الظفر بكأس إفريقيا للأمم سنة 2004 تراجع هجوم «النسور» بشكل مفزع من 10 أهداف خلال دورة 2004 بتونس إلى 3 أهداف فحسب في نهائيات أنغولا 2010 وذلك كالآتي: 2004: 10 أهداف تداول على تسجيلها البرازيلي سانطوس (4 أهداف) والجزيري (2) وناجح براهم (1) وبن عاشور (1) وجوهر المناري (1) وخالد بدرة (1). أما الدفاع فلم يتلق سوى أربعة أهداف في ظلّ تواجد الحارس بومنيجل وعدة أسماء في الدفاع على غرار حڤي وبدرة والجعايدي وعلاء الدين يحيى. 2006: تراجع هجوم المنتخب خلال هذه الدورة واكتفى بتسجيل 7 أهداف وحافظ سانطوس على الرصيد نفسه من الأهداف (4 أهداف) وسجل البوعزيزي هدفا والأمر نفسه بالنسبة لسليم بن عاشور إضافة إلى هدف آخر سجله المدافع كريم حڤي في وقت احتجب فيه الجزيري عن التسجيل. وقد رافق هذا التراجع الهجومي تراجع آخر على مستوى خط الدفاع عندما تلقت شباك المنتخب الوطني خمسة أهداف. 2008: خلال هذه الدورة تراجعت نجاعة المهاجم سانطوس حيث لم يسجل سوى هدفين واكتفى هجوم المنتخب بتسجيل سبعة أهداف فحسب فسجل جمعة في مناسبة وحيدة في وقت سجل فيه خطّ الوسط أربعة أهداف عن طريق بن سعادة (2) والتراوي (1) والشيخاوي (1). 2010: هذا التراجع كان جليا وواضحا خلال دورة أنغولا فبعد أن وعد المدرب فوزي البنزرتي بلعب ورقة الهجوم تراجع الخط الأمامي للمنتخب وسجل حصيلة ضئيلة لم تتجاوز ثلاثة أهداف عن طريق الشرميطي (1) والذوادي (1) والهدف الثالث كان بنيران صديقة (المدافع الكامروني شادجو في مرماه)!! انهيار (2) بعد أن نجح منتخبنا الوطني عام 1996 في بلوغ النهائي بجنوب إفريقيا انهار الهجوم التونسي خلال الفترة الممتدة بين 1996 و2002 على النحو التالي: 1996: سجل المنتخب الوطني 10 أهداف عندما ضرب المهاجم عماد بن يونس بقوة وسجل ثلاثية كما سجل عبد القادر بلحسن (1) وعادل السليمي (2) وزبير بية (2) وقيس الغضبان (1) والمرحوم بالرخيصة (1) وهو ما يعني أن المهاجمين سجلوا 50٪ من الأهداف التي سجلها المنتخب خلال دورة 1996. انهيار (3) قلنا إنها ظاهرة تستوجب الدرس وهو ما تأكد خلال عام 1965 فبعد بلوغ المنتخب الوطني الدور النهائي في تونس أمام منتخب غانا انهار هجوم «النسور» على النحو التالي: 1965: سجل منتخبنا الوطني ستة أهداف عن طريف الشايبي (2) والجديدي (1) ودلهوم (1) ولحمر (1) والشتالي (1). 1978: تراجع هجوم المنتخب الوطني خلال هذه النهائيات ولم يسجل سوى خمسة أهداف عن طريق الكعبي (1) والعبيدي (1) ورؤوف بن عزيزة (2) وعقيد (1). 1982: اكتفى المنتخب الوطني بتسجيل هدف واحد!! سجله القابسي. وهو الرقم نفسه الذي سجله منتخبنا عام 1994 بتونس بهدف وحيد عن طريق فوزي الرويسي!! وهكذا نلاحظ أن هجوم المنتخب الوطني انهار خلال ثلاث مناسبات كانت الأولى بين 1965 1996 أي أنه تطلب 31 عاما لاستعادة مخالبه من جديد!! ثم بين 1996 2004 وأخيرا بين 2004 2010.. والسؤال المطروح: لماذا؟