ظهر المنتخب الوطني التونسي أخيرا بالمستوى الطيب الذي انتظره الجمهور الرياضي طويلا وطالب به عناصرنا الوطنية قبل السفر الى أنغولا والمشاركة في النسخة السابعة والعشرين لكأس امم افريقيا. وبقدر ما سعدنا بتميّز أداء نسور قرطاج وتألقهم امام المنتخب الكامروني بقدر ما تألمنا عند إعلان الحكم الايفواري (ديزيري دوي) عن نهاية المباراة بالتعادل الذي لا يكفي منتخبنا للتأهل الى الدور القادم. بان جليا عزم اللاعبين على الفوز واقتلاع مكان في الدور ربع النهائي منذ الدقيقة الأولى من المباراة التي نجح أثناءها اللاعب أمين الشرميطي في افتتاح النتيجة لفائدة المنتخب الوطني التونسي. ورغم المحاولات المتكررة لنسور قرطاج في الانتصار وردّ الاعتبار الى المنتخب الذي فقد الكثير من مكانته ومن مستواه الا ان نقص الخبرة حرمهم من تحقيق حلم الملايين الذين كانوا يأملون في وضع حدّ لسلسلة النتائج السلبية للفريق. جزئيات بسيطة حرمتنا من نسيان خيبة المونديال وحتّمت علينا عيش مرارة الخروج من الباب الصغير في عرس كرة القدم الافريقية الذي انتظره جمهور المنتخب الوطني التونسي من أجل تأكيد تفاؤله بشأن مستوى اللاعبين وقدرتهم على صنع ربيع كرة القدم التونسية من جديد. لم تنتظر الجماهير التونسية من المدرب الوطني فوزي البنزرتي ان يفوز بكأس افريقيا ولكن عندما فرحت بتوليه الاشراف على حظوظنا في ال «كان» كانت تأمل في ان يحقق نتائج ايجابية خلال هذه الدورة التي سجّل فيها ثلاثة تعادلات لم تكن كافية للتأهل الى الدور ربع النهائي ولكنها مثّلت الضربة القاضية لجمهور حلم بالفوز وبظهور عناصر منتخبه الوطنية بوجه مشرّف. لن نشكّك في قيمة وخبرة فوزي البنزرتي الذي أكد في حوار لقناة عربية انه لا يمكن ان يعوّل على اللاعبين الاحتياطيين في المنتخب . ولكن جاهزية اللاعب هي التي تفرض وجوده في التشكيلة الأساسية لأن اللاعب احمد العكايشي لا يستحق التواجد على البنك وحتى اللاعب هيثم مرابط أكد في الدقائق القليلة التي لعبها ان مكانه بجانب البلبولي والقربي والذوادي وغيرهم من اللاعبين الأساسيين. والسؤال المطروح: من الذي سنحمّله خيبتنا؟ المسؤولون أم اللاعبون أم الإطار الفني أم الحكم؟ ولم لا الجمهور؟ ففي النهاية ساهم الجميع في رسم ملامح خيبة منتخب عجز بدوره عن رسم صور فرحة الجمهور التونسي ليس فقط بغياب الانتصارات ولكن حتى من خلال أداء لاعبيه. ولا يسعنا كذلك ان ننسى «شكر» السيد عيسى حياتو رئيس الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم الذي جاد علينا في لقاء مصيري بحكم ايفواري نجح في التودد والمحاباة منتخب بلاد حياتو الكامروني وفشل في إدارة المباراة. ونحيّي كذلك المنتخب الوطني التونسي من مسيّرين ولاعبين وإطار فني لأنهم سمحوا لنا بالوقوف على حقيقة امكاناتنا . وقد أتت صافرة الحكم الايفواري لتعلن عن نهاية المباراة ولتبشّر في الآن ذاته بميلاد فريق جديد قادر على التحسّن وبلوغ مستوى أفضل ولأن نواة المنتخب الممتازة تحتاج الى المتابعة والتشجيع فقد حان الوقت حتى نفسح المجال للاصلاح والتحسين قبل ان تضيع هذه النواة بين المصالح الشخصية وأنانية أطراف يحسبون على المنتخب الوطني التونسي. زينة الهمامي (معهد الصحافة وعلوم الاخبار)