كثر الحديث في المدة الأخيرة عن عروض ما يعرف ب «الوان مان شو» أو «الفرجة الفردية» ليس بين المسرحيين وأهل الثقافة والاعلاميين فحسب وانما لدى رجل الشارع الذي اصبح بدوره يردد مصطلح «وان مان شو» عن كل ما يعاينه في الشارع من مشاهد اجتماعية مضحكة ومثيرة. ولعل ما يلفت الانتباه في استعمال مصطلح «الوان مان شو» وخصوصا بين المسرحيين وأهل الثقافة والاعلاميين هو ادخال او استخدام «مرادفات» اخرى هي في الحقيقة مختلفة عن المعنى المقصود من كلمة «وان مان شو» مثل المسرح الفردي والمونودراما والمونولوغ والمسرح الضاحك. واذا كان من حق رجل الشارع استعمال كلمة «وان مان شو» حتى وان كانت في غير محلها فان من واجب رجل المسرح والمثقف والاعلامي التمييز بين المصطلحات. ف «الوان مان شو» ليس المونودراما ولا المونولوغ ولا المسرح الضاحك فهو فرجة او عرض لشخص واحد ويمكن ان يكون العرض مسرحيا بمعنى الدراما أو غناء وموسيقى أوميم أو بانتوميم اذ ليس كل «وان مان شو» مسرحا أما المونودراما مثلما تدل تركيبة الكلمة فتعني المسرح الفردي. اذ تتكون الكلمة في القاموس المسرحي من مونو (Mono) بمعنى فرد واحد ودراما (Drama) بمعنى مسرح وتشترط المونودراما خلافا ل «الوان مان شو» توفر أسس المسرح وأدواته من ممثل ونص وإضاءة وسينوغرافيا وديكور واخراج وغيرها .. أما المونولوغ وإن كان معناه العام هو حديث الشخص مع نفسه فهو شكل أو نوع من أنواع المسرح ويعود في أصوله الى المسرح اليوناني القديم .. وتتكون الكلمة من مونو (Mono). بمعنى واحد أوفرد واحد ولوغ (Logos) بمعنى خطاب والمونولوغ في غالب الأحيان هو مسرحية ساتيرية اي ساخرة قصيرة وقد ازدهر هذا المسرح في العصور الوسطى وتحديدا في ايطاليا في القرن الرابع عشر. ولا يمكن أن نقول مونولوغ ساخر او كوميدي كما في العمل الأخير «فرصة لا تعاد» لسعاد بن سليمان لأن المونولوغ ساخر بالأساس ولا يمكن ان يكون تراجيديا او مأساويا. ويبقى في الأخير المسرح الضاحك وهو في الحقيقة مصطلح مستحدث لا يعبر عن الشكل المسرحي المقصود وهو الكوميديا او المسرح الهزلي او الساخر. فالمسرح لا يضحك حتى وان كان هدفه الاضحاك او الترفيه بمعنى اصح. هذه محاولة في شرح بعض المصطلحات المسرحية المتداولة حتى لا يظل المسرح «ضاحكا يضحك علينا».