ينطلق اليوم الصولد الشتوي وبصرف النظر عن النتائج التي أفرزتها مواسم الصولد منذ اقامتها للمرة الاولى على مدى 11 سنة أصبحت مواسم التخفيضات في بلادنا ظاهرة تعوّد بها المواطن المستهلك واستأنس لها حتى أنه بات ينتظرها كل شتاء وكل صيف، كما دخلت هذه الظاهرة في عادات وتقاليد التجار والساهرين على هذا القطاع ايضا. ويبدو انه آن الأوان لتقييم هذه النتائج ولفت النظر الى ايجابياتها قصد تدعيمها والى سلبياتها قصد تفاديها ومعالجتها. أول ما يلفت الانتباه في الصولد هو الكم الهائل من المخالفات حيث سجل سنة 2009 ما لا يقل عن 888 مخالفة تخص في أغلب الاحيان اعلان التجار عن مشاركاتهم في الوقت المحدد وعدم الصاق معلقات الاسعار وعرض بضاعة غير مصرّح بها وغيرها. ففي ما يخص المشاركين وبعد قراءة في رسم بياني عن تطور عدد المشاركين في التخفيضات الموسمية خلال العشرية الاخيرة يتضح ان عددهم سنة 2000 لم يتجاوز ال500 مشارك ليصل القمة منتصف 2007 ب3500 مشارك ثم لينزل تدريجيا وببطء الى 3279 مشاركا سنة 2008 ثم يواصل النزول الى 3126 مشاركا سنة 2009 وهذا النزول خلال السنتين الماضيتين الى 3126 مشاركا يعزى الى الازمة الاقتصادية التي شهدها العالم. أما عن توزيع المشاركات في موسم التخفيضات في الفترة المتراوحة بين 2006 2009 اي على مدى الثلاث سنوات الاخيرة فهي كما يلي: نصيب الاسد للملابس الجاهزة ب8107 مشاركين اي بنسبة 69.89٪ من المشاركين يليه قطاع الاحذية ب2439 مشاركا (21.03٪) ثم قطاع مواد التجميل والعطورات 191 مشاركا (1.65٪) يليه قطاع الاقمشة 154 مشاركا (1.33٪) ثم المواد الكهربائية 133 (1.15٪) ثم الأثاث 34 (0.28٪) ثم قطاع النظارات ب28 (0.24٪)، يليه قطاع التحف والهدايا ب25 (0.22٪) وقطاعات مختلفة أخرى 488 مشاركا اي ما يعادل (4.21٪). المشاركة حسب الجهات كما هو منطقي نجد في طليعة المشاركين تجّار منطقة تونس الكبرى 6895: ولاية تونس 2154 ولاية أريانة 234 ولاية بن عروس 37 مشاركا ولاية منوبة وتأتي في المرتبة الثانية ولاية صفاقس 2723 ثم ولاية نابل 1971 مشاركا تليها ولاية سوسة ب 1005 ثم ولاية المنستير ب 640 ثم ولاية بنزرت 635 ثم القيروان ب 316 ثم ولاية قابس ب 303 ثم ولاية الكاف ب 207 ثم ولاية القصرين ب 147 ثم ولاية تطاوين ب 107 ثم باجة 84 ثم قبلي 80 ثم جندوبة وقفصة 79 ثم سليانة 74 ثم مدنين 46 وسيدي بوزيد 32 وزغوان 13 وتوزر 11 مشاركا. وهكذا يكون مجموع المشاركين خلال العشرية الأخيرة 17977 مشاركا. ورغم كل النقائص التي أثير البعض منها أثناء النقاش خلال الملتقى فإن هناك قناعة عند كل الأطراف وعند المواطن بجدوى هذه التجربة التجارية المتمثلة في إقامة موسم شتوي وآخر صيفي للتخفيضات او ما يسمى بالصولد كما هو الشأن بأغلب الأسواق العالمية زد على ذلك الإقبال الجماهيري على هذه التظاهرة وتعوّد المواطن عليها مما يدفع كلّ الأطراف المعنية الى بذل مزيد من الجهد والتفكير في تنظيم هذه التجربة التجارية في بلادنا والسهر على ردع التجاوزات بالمرونة والحزم في آن واحد.