وسط حضور جماهيري لا يناسب أهمية المباراة وطرفيها انطلق اللقاء المتأخر لحساب الدور ثمن النهائي لكأس تونس بين الترجي الرياضي والنادي الصفاقسي ورغم ان الترجي كان منقوصا من ستة لاعبين أساسيين هم الدراجي والقربي والمساكني وبيان فوني ومايكل اينرامو وأفول مما جعل التكهنات تصب لصالح النادي الصفاقسي فإن مجريات الشوط الأول لم تؤكد ذلك. نادي عاصمة الجنوب سعى إلى استغلال غيابات الترجي واضطرار المدرب فوزي البنزري إلى تشريك عدة عناصر ينقصها نسق المباريات بما أنها لم تظهر كثيرا في الشطر الأول من الموسم مثل التايب والعياري وبالشيخ والعابدي. ضغط عقيم فرض نادي عاصمة الجنوب الذي لعب بطريقة تكتيكية أعطت الأولوية للعمل الهجومي باعتماد لاعبين في الوسط لهما نزعة هجومية هما صوما نابي وكمال الزعيم إضافة إلى مهاجمين صريحين هما قمامدية وحمزة يونس ضغطا كبيرا على منافسه الذي أعطى الأولوية للناحية الدفاعية باعتماد التايب وبوعزي كخط صد أول لإعانة لاعبي الارتكاز السويسي وصيام بن يوسف الذي غير المدرب مركزه بحكم غياب خالد القربي وقد توفرت عدة فرص للنادي الصفاقسي وقد كانت غاية أبناء لوكا مزدوجة حيث كانوا يسعون إلى مباغتة منافسهم منذ البداية والتأثير على معنوياته والذي تعوز بعض لاعبيه الخبرة بمثل هذه اللقاءات الهامة ومنذ الدقيقة 2 توفرت فرصة هامة لقمامدية الذي انفرد بالحارس نوارة فما كان من الحارس إلا أن عرقل المهاجم وفي الدقيقة 5 صوب صوما نابي لكن الحارس تصدى، وقد نوع نادي عاصمة الجنوب من طريقة لعبه باعتماد التمريرات في العمق عن طريق الزعيم لاستغلال بطء مدافعي المحور في الترجي كما اعتمد على التسديد وكاد يسجل في مناسبتين عن طريق حمزة يونس في الدقيقة 26 الذي ارتطمت كرته بالقائم وعن طريق البرقاوي في الدقيقة 22 وكرته مرت جانبية. ارتباك ثم تدارك لاعبو الترجي دخلوا اللقاء وهم يعانون من ضغط نفسي جراء كثرة الغيابات في صفوفهم وارتكب خط الدفاع عدة أخطاء في التمركز لكن مع تتالي الدقائق استعاد لاعبو نادي باب سويقة توازنهم وهددوا مرمى الحارس الخلوفي خاصة في الدقيقة 9 حين اصطدمت كرة العياري الرأسية بالعارضة وفي الدقيقة 30 بعد عمل منسق لكن كرة البوعزي مرت عالية. هذا الشوط الأول شهد تغييرين اضطراريين لكل فريق حيث عوض الحارس وسام النوالي زميله وسيم نوارة الذي جازف به المدرب وهو تصرف غير مفهوم منه كما خرج البرقاوي من السي آس آس بعد اصابته وعوضه هيثم المرابط. دقائق ساخنة دق 2: قمامدية ينفرد بالحارس بعد امداد من الهمامي والحارس يعرقله. دق 5: صوما يصوب بقوة ونوارة يتصدى. دق 9: ركنية من بوعزي وكرة العياري الرأسية على العارضة. دق 22: خطأ فادح من نوارة وكرة مرتدة الى البرقاوي لكن تسديدته مرت جانبية. دق 26: القائم يتصدى لتسديدة حمزة يونس. دق 28: توغل من الزعيم وتسديدته يتصدى لها الحارس ويضعها في الركنية. دق 30: أوّل عملية منسقة للترجي وبعد تبادل سريع للكرة تصل الى البوعزي الذي لم تكن تسديدته مؤطرة. دق 35: خطأ فادح من دفاع السي آس آس لم يستغله العياري الذي كانت كرته عالية. دق 47: تمرير في العمق من العياري نحو بالشيخ لكنه يتباطأ وأضاع فرصة هامة. هفوتان وهدفان في الشوط الثاني قام المدربان لوكا وفوزي البنزرتي بعدة تغييرات لتحسين أداء فريقيهما فلوكا اخرج حمزة يونس واقحم دومينيك داسيلفا بعد ان عوض مرابط البرقاوي أما البنزرتي فأقحم روجي في وسط الميدان واعاد صيام بن يوسف الى محور الدفاع كما عوض مايكل التايب الا أن الاداء لم يتحسن وطغت عليه العشوائية والاخطاء البدائية مما أثمر هدف السي آس آس. دق 65: بعد ركنية وسوء تمركز من مدافعي الترجي استغله حمدي رويد ليصعد فوق الجميع ويحقق الهدف الاول وسرعان ما عدل الترجي عن طريق بوعزي في الدق 69 اثر كرة ضعيفة منه وخطأ فادح من الحارس الخلوفي وقد كرر هذا الحارس خطأه في الدق 82 وكاد يكلف فريقه هدفا ثانيا. الفرص في هذا الشوط الثاني كانت قليلة اذ باستثناء فرصة قمامدية في الدق 63 بعد توغل من داسيلفا لم يكن هناك لعب مركز من الفريقين اللذين طغت على أدائهما العشوائية. دقائق ساخنة دق 50: انفراد من العياري بالحارس بعد هجوم معاكس لكن عودة الدفاع حرمته من التسجيل. دق 59: حمزة يونس في موقع ممتاز يسدد كرة ضعيفة. دق 63: فرصة لقمامدية ضاعت بغرابة بعد امداد من داسيلفا. دق 65: ركنية وكرة رويد الرأسية تغالط الحارس بعد خطأ في المحاصرة من شمام وبن يوسف. دق 69: بوعزي يعدل النتيجة بمساعدة من الحارس الخلوفي. دق 82: خروج خاطئ من الخلوفي كاد يستفيد منه الترجي بعد خطأ آخر من رويد. دق 88: توزيعة من داسيلفا لكن صوما نابي سدد بعشوائية. انخفاض النسق في الحصتين الاضافيتين انخفض النسق بصفة ملحوظة جراء تعب اللاعبين الذين يشكون من قلة المباريات جراء الراحة المطولة التي خضع لها النشاط الكروي في تونس وقد توفرت فرصة لكل فريق في الحصة الاولى حين اضاع مايكل كرة هامة على مرتين في الدق 98 وبعدها بدقيقة وزع قمامدية لكن بن يوسف ابعد كرته الى الركنية بشيء من الحظ لأنها اصطدمت بظهره. هدف قاتل في الحصة الاضافية الثانية لعب النادي الصفاقسي على الهجومات المعاكسة بعد أن تقدم الترجي إلى الأمام طمعا في التسجيل وتوفرت عدة فرص للسي آس آس خاصة عن طريق قمامدية في الدقيقة 105 حين سدد من وسط الميدان وكاد يغالط الحارس النوالي وفي الدقيقة 115 ارتبك أبناء النادي الصفاقسي اثر ركنية لم يستفد منها الترجي في حين عكس نادي عاصمة الجنوب الهجوم وتحصل على فرصتين متتاليتين عن طريق مرابط وداسيلفا ثم اصطدمت كرة الهمامي بالعارضة في الدقيقة 121 إلى أن أنهى قمامدية المباراة بتسديدة قوية مباغتة لم يجد لها النوالي أي حل. قالوا بعد اللّقاء كمال زعيم: المقابلة كانت صعبة وقد أضعنا عدة فرص أمام فريق كبير.. يجب أن ننسى هذا الانتصار وأن نفكّر في بقية مشوار البطولة حيث تنتظرنا مقابلات صعبة أمام اتحاد المنستير ومستقبل القصرين. فاتح الغربي: مقابلة صعبة لا تقبل التكهنات، الترجي كان جاهزا ونحن أيضا كنّا جاهزين وكنّا نهاجم حتى آخر لحظة وهو ما يؤكد جاهزيتنا البدنية، وقد حقّقنا المطلوب وهو الترشح. حمدي رويد: كنت متأكدا من أن المقابلة ستنتهي مع انتهاء الحصص الاضافية وأنه لن يتم اللجوء إلى ضربات الجزاء الترجيحية.. نحن نعمل ونسير في الطريق الصحيح ولدينا أفضل مجموعة في تونس وسوف نراهن على جميع الألقاب.