أسدل الستار ليلة أمس على فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الضحك، والتي يمكن الاقرار بانها كانت ناجحة على مستوى العروض، واستقطابها لاعداد هامة من الجماهير وخاصة منها العروض المبرمجة بقاعة الفن الرابع. هذه التظاهرة أدخلت البسمة على الجماهير طيلة أسبوع كامل لكن لكل ابتسامة حساباتها ورهاناتها لذلك سنستعرض بعضها والتي كانت مضحكة احيانا اكثر من عروض المهرجان نفسها. العرب في الفن الرابع أول ما يبقى بالذهن من الدورة الرابعة لمهرجان الضحك، هو تقسيم العروض، حيث وقع برمجة العروض الفرنسية او الاجنبية بالمسرح البلدي بالعاصمة باستثناء عرض «حي الأكابر» للكوميدي «نصر الدين بن مختار وعرض «Made in Tunisia» للطفي العبدلي الذي كان في افتتاح هذه الدورة، في حين تمت برمجة العروض العربية أو التونسية في قاعة الفن الرابع ومن هذه المسرحيات نذكر «فرصة لا تعاد» لسعاد بن سليمان و «ايجا وحدك» لريم الزريبي «وميستر ميم» لتوفيق العايب، و «احنا هكة» لكمال التواتي .. هذا التقسيم، وان كان غير مدروس مع ان الأمر ليس كذلك، فهو يدل على انه ثمة رهانات على العروض الأجنبية وخاصة منها الفرنسية حتى لا نقول الفرانكوفونية، والتي للأسف لم تضع ربيع «مهرجان الضحك» في شتاء 2010 كما كان متوقعا حيث ان عددا هاما من هذه العروض الفرنسية المبرمجة بالمسرح البلدي بالعاصمة لم تعرف النجاح ذاته الذي عرفته المسرحيات التونسية بقاعة الفن الرابع. غلاف محير ! النقطة الثانية التي تشد الانتباه تهم غلاف «الكاتالوغ» والمعلقات والاشهار، وكل هذه «الأبواب» توسع القول فيها طال وإن رميت بالقصد، جاز ذلك - فما تفسير عدم تواجد صورة «نصر الدين بن مختار» وصورة «كمال التواتي» وكذلك صورة «توفيق العايب» على الغلاف والمعلقات عموما ؟! الاجابة البديهية والبسيطة هي ان هذه العروض الثلاثة ليست أجنبية من ناحية وليست من انتاج الشركة المنظمة للمهرجان مثلما هو الحال للمسرحيات التونسية الأخرى المعروضة في المهرجان والتي تواجدت صور ابطالها على غلاف «الكاتالوغ» وفي المعلقات الاشهارية، وما نرجوه في هذا الاطار ان تكون قراءتنا خاطئة، وأن تكون العروض غير الموجودة في «الأفيشات» ملحقة أو مبرمجة في آخر لحظة لا غير اي بعد طباعة كل ما يتعلق بالمعلقات الاشهارية للمهرجان رغم أن هذه الافتراضية ليست بالمهنية ولا بالحرفية. بن مختار يصنع الحدث رغم انه غاب عن الغلاف وعن الدعاية فان «نصر الدين بن مختار» رج «حي الأكابر» في عرضه يوم الاربعاء الماضي بالمسرح البلدي، حيث كان الاقبال الجماهيري محترما وتفوق من هذه الناحية على بعض العروض الأجنبية، ولو كانت الدعاية موجودة كما هو الحال لبقية العروض لعجز فضاء المسرح البلدي عن استيعاب الجمهور الوافد على هذا العرض. نصر الدين بن مختار أثبت في «حي الأكابر» انه قيمة ثابتة في مجال الكوميديا في تونس فهو مجدد على الدوام، نصوصه الهزلية تتغير بتغير الأحداث في العالم، والمرض حالة عابرة ككل البشر يقوم منها ليبدع اكثر. وقد كان عرضه وفق مجموعة ممن تابعوه وحضروا بعض العروض الأخرى الأكثر اضحاكا وسخرية وما تبقى يؤثثه الكوميديون! النظافة ليست عربية ؟! ملاحظة اخرى طريفة تهم المهرجان وفضاء المسرح البلدي في ذات الأوان تتمثل في أن المشاهد يجد كل سبل النظافة (من مناديل وصابون سائل) ببيوت الراحة والتجميل بالمسرح البلدي بالعاصمة، خلال العروض الأجنبية وبالمقابل تغيب المناديل ويغيب الصابون السائل الوردي اللون في العروض التونسية و هذا ما لاحظناه في عرض «حي الأكابر» بالمهرجان وفي تظاهرات وعروض تونسية أخرى بالمسرح البلدي خلال العام المنقضي، في حين انه حضرت العام الماضي وسائل النظافة المتحدث عنها في كل العروض الأجنبية، وهنا يحق لنا التساؤل: ألم تكن النظافة يوما عربية؟!