الأصالة والمسؤولية في سنة الشباب تفرضان علينا أن نفكر في مصير بلادنا الذي هو مرتبط أشد الارتباط بمستوى أبنائنا وشبابنا وثقافتهم وشخصيتهم وأخلاقهم لأنهم عماد المستقبل وأركانه فالبلاد جزء من كيانهم وجديتهم وعلى قدر قيمتهم المعنوية والأخلاقية على قدر اطمئناننا عليهم وارتياحنا على بلادنا وأرضنا مستقبلا وما التاريخ القريب أو البعيد يخفى علينا. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وعلى قدر أهل الكرام تأتي المكارم إذا عرفنا هذه المسؤولية أو الأمانة يحق لنا أن نقرأ قول الله تعالى: {إنّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} صدق الله العظيم. وهذه الأمانة مسؤولية الأولياء والشباب وجدير بنا أن نتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلّم في هذا المعنى «يولد الولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» ونحن نقول: إن الأب يستطيع أن يوجه ابنه منذ نعومة أظفاره إلى الاستقامة والأخلاق الوطنية العالية والعلم والتعليم والأدب والعناية بالحياة العامة التي هي في نشاط المنظمات الوطنية والأحزاب السياسية المختلفة الرشيدة،، فهي الكفيلة بالترشيد والتكوين والثراء والإيجاب والتكوين العام فهي مدارس تطبيقية خفيفة إلا أن إنتاجها عظيم وقيّم بذلك تتكون الشخصية الكاملة للطفل والشاب لما تشتمل عليه من حوار ودفع وإذكاء لروح المبادرة والاجتهاد في جو المرح والسرور والحرية والاطمئنان والنظام وهي جسر للتفتح والنماء إقليميا وعالميا واطلاعا ومطالعة. ولا ننسى أنها العمود الفقري للحضارة التي هي متصلة ببعضها اتصالا وثيقا، ولا يجوز للشباب أن يتجاهلها أو يجهلها أو لا يمسك بحلقة من حلقاتها المتصلة به، كما لا ينسى أن أسلافه من القادة والزعماء قاموا بواجبهم خير قيام بتفان وتضحية كاملة فلا يتراخى ولا نتراخى عن مؤازرتهم ومساندتهم حتى يكون ونكون بذلك خير خلف لخير سلف.