وأخيرا هلّ هلال التخفيضات وتجنّد الشّراة لغسيل ما تبقى من «وسخ الدنيا في الجيوب غسيلا ب«الشايح» يقي المستهلك من أنفلونزا الأسعار ويحميه من حُمّاها مادام «مغسول اليدين» من ذاك الوسخ الدنيوي. ويخفّف عنه عبء ذاك السؤال الأشهر من «الشهرية» «زعمة صبّوا؟» ويحفظ صدره من ذبحة ريح التقسيط المريح ويدعم مناعته. ويعزّز قدرته التي يهدّدها الاقتراض بالانقراض لا يهم إطلاقا إن كان البعض يشكّك في نجاعة هذا اللقاح. تماما كما شكّك في نجاعة اللقاح ضد أنفلونزا الخنازير، معتبرا هذا وذاك مجرد كذبة كبار الأغنياء على صغار الفقراء ولا يهم أبدا أيضا إن آمن البعض الآخر بنجاعة اللقاحين ضد فيروسات الأسعار وانفلونزا الخنازير حفاظا للمرء على الصحة وعلى أن «يلبس ويقطع بالصحة». المهم عندي هو أن نكثر من مواسم التخفيضات لا في السرعة في الطرقات ولا في أسعار الملبوسات ولا في أثمان الكراسات فقط فنحن في حاجة إليها ولكننا أحوج الى مواسم للتخفيضات في الكلام والاشاعات. وقبل الحساب وبعد الحساب أسأل أما آن الأوان لأن نقيم المواسم تلو المواسم للتخفيضات في أعداد «السقايط» المستوردة لحوما مجمّدة كلما تجمّد إنتاجنا من اللحوم الحمراء وتجاوز باحمراره كل الخطوط الحمراء؟ ألسنا والحالة تلك في أشدّ الحاجة الى موسم للتخفيض في الفكر المريض، وقبل ذلك أسأل إذا بقي سعر لحمه غاليا مرتفعا على شاكلته اليوم ألا يصدر «العلّوش» حكمه على المستهلك بأن لا يأكل لحمه إلا من العيد الى العيد.