«عيدكم مبروك. وكل عام وأنتم بخير» هكذا رددت ألسنة الملايين العشرة من التونسيين بكل محبة وصدق. وعلى المحبة والصدق اجتمعوا يجمعون الشمل ويربطون القلوب بحبل التواصل. هكذا تقبل الكل التهاني قبلا.. وعناقا.. ولا خوف عليهم من أنفلونزا الخنازير.. ولا هم يحزنون.. ولا هم يمرضون بالكولستيرول من الشحوم فأغلب الخرفان تلبس الجلد على العظم من جراء داء ارتفاع أسعار العلف وكم من ضارة نافعة أما عن غلو أسعارها وإلى أين هي «ماشية» يا ديوان تربية الماشية في الأيام القادمة؟ فكلنا يعرف أن بعض أمور تربية الماشية «موش ماشية» و«ديمة يمشي».. إلى نفس الأغنية في الأعياد القادمة «سنرجع يوما.. إلى استيراد «السقايط» ثم كيف نعجز عن الحل ونحن من تفوقنا على «الشنوة» واليابان في استثمار الفكر واستنباط الطرق للربح والفائدة من علوش العيد؟ ألم ينصب الآلاف «جلابة» والآلاف «قشارة» والآلاف «سمسارة» والآلاف «هبّاطة» لهذا العلوش الذي ليس فيه ما يفيد أنه علوش سوى أنه يقول «بع»؟ ألم ينتصب الآلاف والآلاف شحّاذين للسكاكين والسواطير؟ ألم يتحول الآلاف من عملة الحضائر والأسواق إلى جزارين يتقاضون أجرا على الذبح والسلخ وآخر على التقطيع. ألم ينتصب الالاف باعة للجير لتنظيف «الكرشة» وآلاف باعة ل«ساشهات» البلاستيك لخزن اللحم المقطع في الثلاجات، ألم يفتح الآلاف الأفران المتنقلة ل«تشويط» الرؤوس والأرجل؟ ألم ينتصب المئات باعة للإكليل.. والآلاف باعة ل«القرط» وأمثالهم باعة لخضرة العصبان.. ومثلهم باعة للفحم.. ومثلهم باعة للكوانين.. ومثلهم باعة ل«الشوايات»؟ الكل ينشطه هذا العلوش بما في ذلك شركات الاتصالات من الهاتف الجوال إلى الأقمار إلى الاذاعات والتلفزات إلى شركات النقل المدني والريفي والجوي والبحري؟ فكيف نعجز عن حل يرضي الجميع لعلوش العيد؟ ونحن الذين خلقنا كل هذا «الدولاب» لهذا العلوش نفسه؟ قبل الجواب أسأل: هل وجدنا حلاّ ل«زقوقو» عصيدة المولد؟ مع الاعتذار إن كان في كلامي ضرب من التصعيد عفوا من التعصيد؟