استعدادا للعيد الكبير، اعاده الله على نعاجنا بالوفرة في القطيع، وبالكثرة في الخصوبة، تواترت الأخبار بالقول : ان شركة اللحوم ستوفر 8 اَلاف علوش بجلده وصوفه (ربّي أنعمت فزد)وانها ستعمل على توريد 200 طن من الخرفان المبردة المجمدة، اي ما يقارب 10 الاف علوش مسلوخ مبرد عدة درجات تحت الصفر ... وربما عدة درجات فوق السعر. لنقل عن حسن نية، طبعا - ان خرفانهم المجمّدة المبردة ستبرد التهاب اسعار خرفاننا الحية وتجمدها ... ولنقل عن حسن طعم ايضا. مرحبا باللحمة الباردة، مع الخبزة الباردة ... ولنردد ما قيل ويقال. «ان باستيراد «السقايط» الباردة لا يجوع الذئب ولا يشتكي الراعي في «الرحبة». ولكن هلا سألنا المربي يوما ما الذي حدد عنده نسل النعاج؟ وما الذي قلّل أعداد القطيع؟ هل هو التلف ؟ أم العلف؟ ولماذا اصبح «علّوشه» هو السلف الطالح وعلوشهم هوالخلف الصالح؟ والى متى سنبقى في كل شهر صيام. وفي كل عيد اضحى نعتمد على «السقايط» المستوردة لتعديل اسعار اللحوم الحمراء وكأننا لسنا في تونس الخضراء، بلد الخضرة والاخضرار والمياه، حيث نعيم كل دابة وماشية؟ والى متى سيبقى التفكير في شراء سيارة شعبية اخفّ وارحم من مجرد التفكير في شراء «علوش الضحية» خاصة اذا طال قرناه ... فكل ذي قرون في كل سوق محبوب وبأي ثمن مطلوب الخطة الوطنية الاستراتيجية الجديدة في قطاع تربية الماشية سمعنا عنها الكثير، مما يفرحنا، ويطمئننا على سلامة مسار الماشية الى حيث هي «ماشية» وعلى أن كل امور الماشية ستصبح «ماشية» عند المربي، وفي وزارة الفلاحة، وفي ديوان تربية الماشية ولن يجرؤ اي طرف منا على ان يقيم مستقبلا «عيطة على سقيطة»!