كنت شاهدا ذات صباح على مشهد مسرحي أبطاله عمّال ببعض المطاعم والأكلات الخفيفة وسط العاصمة الذين يستنبطون الحيل لاستعمال الزيت المدعّم. وللهروب من أعين المراقبة الاقتصادية استغل ثلاثة عمال مطاعم هدوء الحركة في الصباح الباكر وكانوا في حالة خوف مثلهم كمثل مروّجي المخدرات والسوق السوداء ويحملون 3 صناديق من الزيت المدعّم. وحتى لا ينكشف أمرهم وللهروب من أعين الرقابة انزووا في أحد الأنهج الضيّقة وانهمكوا في إفراغ قوارير الزيت وتحويلها في علب بلاستيكية أخرى تحمل علامة نوعية زيت نباتي آخر مسموح باستعماله والغاية إيهام المراقبة الاقتصادية بأنهم يستهلكون زيتا مسموحا باستعماله. تألّمت كثيرا لهذا المشهد فإضافة الى كونه شكل من أشكال السّرقة والتحيل فإن إفراغ الزيت الذي يستهلكه المواطن في ما بعد بتلك الطريقة وسط الشارع الذي يكون مصدرا للجراثيم والأتربة والأوساخ تثير التقزّز والقرف، كما أن هؤلاء العمال كانوا خلال عملية تحويل الزيت يدخّنون السجائر ليختلط الزيت بالتبغ والجراثيم.. ويعمد بعض أصحاب المطاعم والنزل والمخابز ومحلات المرطبات والأكلة الخفيفة الى استنباط حيل عديدة للهروب من أعوان المراقبة الاقتصادية وللضغط على التكلفة وتحقيق الأرباح لكن ماذا عن صحة المستهلك؟ وللتذكير أرقام وزارة التجارة والصناعات التقليدية تشير الى تراجع استهلاك الزيت المدعّم ب25 ألف طن إذ بلغت كمية الاستهلاك سنة 2008 حدود 174 ألف طن لتصل سنة 2009 حوالي 149 ألف طن.