قيل ورددنا القول وصدقناه مسبّقا ونزلناه منزلة الحكمة: «ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم» معنى ذلك أن أسعد الناس وأكثرهم نعيما هم أفقرهم عقلا، ووعيا وحسّا. وهؤلاء الاشقياء السعداء أنواع ثلاثة: أولهم «المتضفدعون» وهم أولئك الذين يحملون في قعر الدماغ «مخ جرانة» وفي انفسهم خصال الضفادع فتسمعهم ينقنقون نعيما وسعادة وهم مدفونون في المستنقعات والوحل في حواشي الاودية والغدران. وثانيهم هم حملة مخ الحمير في جماجمهم فتراهم يحملون الأعباء تحت العصي وهم سعداء ينعمون بشبق الشهيق والنهيق. أما ثالثتهم فهم حملة مخ الدجاج فتراهم يصيحون ويقاقون فرحا ونعيما وسعادة وأرجلهم في الوحل. والطريف في المسألة أن ثلاثتهم لا ينقنقون ولا يقاقون ولا ينهقون الا ورؤوسهم مرفوعة وهم في الشقاوة ينعمون. بربّكم خذوني على قدر عقلي وأجيبوني جواب الروح للروح لماذا كلما فتحت تلفازي، وبحثت فيه عن الشاقين بعقولهم لأتلذذ معهم شقاوة العقل فكرا وفنا وعلما ووجدانا الا ولم أجد في تلك الفضائيات بسماواتها السبع الا وجوما عفوا «نجوما» كلها تشهق وتنهّق وتصيح وتقاقي وتنقنق والكل يشطح والكل ينادي ألا هبوا صفقوا هل أصمت أم أردّد معهم وأنا أشطح وأرقص وأصفق و«أردحُ».