الامتناع عن التدخين وممارسة النشاط البدني وانتهاج نظام غذائي صحّي ثلاثية تمثّل الطريق الأقصر للوقاية من السرطان... هذا ما أكّدته وما ذكّرت به منظمة الصحة العالمية، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان الموافق لليوم (4 فيفري من كل عام). وتصنف المنظمة السجائر كرأس حربة ضمن قائمة عوامل الاختطار المؤدية الى الاصابة بالسرطان... إذ يقتل سرطان «السجائر» سنويا 1.8 مليون شخص في العالم حسب احصاءاتها... 60٪ منهم من الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسّط. وطنيا أكّدت السجلات الخاصة بالسرطان ان سرطان الرئة الناجم عن التدخين يمثل السبب الرئيسي للوفيات بالسرطان لدى الرجل التونسي. والى جانب المدخن أثبتت احصاءات وطنيّة أن السجائر تأتي على صحّة المدخن السلبي من ذلك أنها تؤدي الى الوفاة المفاجئة لدى الرضع. حصيلة 2009 دعما لمكافحة التدخين وتأثيراته الخطرة على صحّة المدخن كما المدخن السلبي خاصة منها تسببه في سرطان الرئة سعت تونس العام الماضي الى مكافحة السجائر من خلال اعلان 2009 سنة لمكافحة التدخين. وبالمناسبة تم تفعيل قانون منع التدخين في الأماكن العمومية الذي استمرّ موته السريري لحوالي 10 سنوات منذ صدوره عام 1998. وأثمر التحرك الرسمي يوم 9 فيفري من العام الماضي تحركا ميدانيا سيتواصل هذا العام مع انطلاق تطبيق النص الجديد بداية من شهر مارس المقبل. ماذا أثمرت سنة مكافحة التدخين؟ هل أسهمت في تخفيض عدد المدخنين في البلاد من الجنسين؟ وما هي الخطوة القادمة ما بعد تنقيح القانون والتحسيس بمخاطر السجائر للتقليص من عدد المدخنين؟ وهل تشمل الخطوة الجديدة خطة مساعدة «علاجية» على الاقلاع تتمثل خاصة في التكفل بالمعوضات النيكوتينية للمدمنين من يدخنون علبة سجائر فما فوق يوميا؟ أسئلة لم نحصل على اجابة عنها لأسباب تعود الى هواتف الجهات المعنية إذ ظلّت ترن دون رد. فشل المعوض النيكوتيني في المقابل أكدت الدكتورة وداد بن أيّوب المختصّة في الاقلاع عن التدخين ل «الشروق» ان دراسات علمية عديدة أثبتت أن المدخن يحتاج الى فترة أطول من استخدام المعوضات النيكوتينية للمساعدة على الاقلاع. وقد تتراوح تلك الفترة بين ثلاثة أشهر وسنة بأكملها. كما قالت ردّا على سؤالنا حول الاسباب التي تعيق فاعلية المعوضات النيكوتينية لدى المدخن التونسي خاصة بعد فشل الكثيرين في الاقلاع عن السجائر ان المعوض النيكوتيني مساعد على الاقلاع وليس دواء سحريا للتوقف عن التدخين. وأوضحت أن المدخن الذي يحاول الاقلاع بنصف ارادة والذي يستعمل المعوض بوصفة شخصية ودون مساعدة اخصائي والذي لا يتابع المواعيد المحددة من قبل الاخصائي في الاقلاع عن التدخين وخاصة الذي «يلعب» بلصقة المعوض النيكوتيني طيلة اليوم فينزعها أحيانا ويعيدها بطريقة غير سليمة والذي يواصل التدخين بالتوازي مع استعمال المعوض النيكوتيني يفشل حتما في التوقف عن التدخين. كما أكّدت الاخصائية الدكتورة وداد بن أيوب أن امكانية العودة الى التدخين ما بعد الاقلاع واردة خلال الخمس سنوات الموالية... خاصة إذا كانت مدة العلاج من الادمان قصيرة أو كان المدخن يتعاطى الكحول او بسبب ارهاق الصراعات داخل الاسرة أو في محيط العمل.