يوما بعد يوم، وسنة بعد سنة، وبرامجنا كما هي لا يطرأ عليها أي تغيير لا على مستوى المحتوى ولا على مستوى التقديم وكأن التقدم الفكري لا يطرق قط أبواب منتجي البرامج. فإنتاج البرامج عندنا كإنتاج «الياغورت» تختلف في أسمائها وتتشابه في مكوناتها كما هو شأن عدة برامج.تميزت برامج «كاكتوس» بسطحية الأفكار وضعف التنشيط. هذا ما نلاحظه منذ الوهلة الأولى عند مشاهدتنا برنامج «أحنا هكا» الذي تميز «بسذاجة» الأسئلة من جهة وتفاهة الإجابات من جهة أخرى. لا أدري كيف أصف «أستوديو» برنامج «أحنا هكا» فالقلم يعجز عن تصوير أجوائه «المتهمجة». أرى أنه من الضروري للمنشط التسلح بقواعد وأبجديات المهنة حتى يتسنى له تقديم البرنامج في صورة جيدة وذلك بقدرته على تسيير الضيوف والسيطرة عليهم وتفادي التجاوزات التي يمكن أن تقع فقد رأينا من قبل بعض ضيوف «أحنا هكة» ما يرفضه العقل. وإن كانت هذه سلوكيات التونسي على مسرح الواقع، فلابدّ لوسائل الإعلام أن تترفع عن نقلها «بحشيشها وريشها» بل يجب عليها أن تختار من الوقائع التي تقدمها وطرق التقديم ممّا يجعل برامجها ترفيهية تثقيفية تعود بالفائدة على المتلقي وتساهم في إثراء زاده المعرفي. أما المنشط فدوره المحافظة على نجاح البرنامج وذلك بما يمتلكه من حنكة وثقافة رفيعة ودهاء تؤهله لتبليغ المعلومات بأسلوب ممتع خال من نوعية أسئلة نزار الشعري التي لامست التخلف. فالتونسي وجد نفسه يستمع في هذه البرامج الى أسئلة نابعة من قاموس لغوي من انتاج شركة «كاكتوس» للغة والمصطلحات: (حاجة تلبس منها زوز صوت حيوان ...) لا أظن أحدا يفخر بمجرد الاطلاع عليه. وأريد الإشارة الى أمر أعتبره مهما وهو أن أغلب ضيوف البرنامج لا يتحلون بصفات تؤهلهم للوقوف أمام الكاميرا وذلك بسبب إفراطهم في «الهزل الركيك» الذي لا يجوز بثه لما فيه من محتويات سلبية تمس بصورة المجتمع التونسي في الداخل وخارج حدود الوطن «وهو أن التونسي قليل الحياء وهمجي» سواء بأسلوبه في الكلام أم بحركاته...