قال محمد بوزيان مندوب عمادة المهندسين بتونس 1 المهندس المعماري والعمراني الخبير في النجاعة الطاقية والتدقيق الحراري ان دعم تشييد البناءات المقتصدة للطاقة يحتاج بالضرورة إعادة نظر في تخطيط المدن. كما اكد في تصريح ل «الشروق» ان الخطة الحالية المعتمدة في التشجيع على البناءات ذات النجاعة الطاقية لا تبدو كافية. اجبارية التدقيق الحراري الخاصة بمشاريع بناءات الباعثين العقارين وتكفّل الدولة بنسبة 70٪ من كلفة اختباره وبنسبة 20٪ من المصاريف الاضافية التي يقترحها الخبراء للاقتصاد في الطاقة... اجراء وخطة لا يبدوان كافيين حسب قول المتحدث الخبير. ويرى السيد بوزيان ان البناءات المقتصدة للطاقة ليست جزءا منفصلا عن المحيط اذ لا بدّ من تخطيط مدينة وتخطيط مروري وتركيز شبكة نقل وممرات خاصة بالدراجات والمترجلين وتقريب الخدمات من المستهلك أينما تواجد لإحداث التوازن بين الأحياء ولو صنع شبكة طرقات تتلاءم ونيّة التحكّم في الطاقة... فالشارع الرئيسي لابدّ ان يكون اتجاهه «شرق غرب» ليضمن للبناءات المتاخمة له فرصة التعرض لأشعة الشمس. حجم النوافذ فنيا اوضح السيد محمد بوزيان ان البناءات المقتصدة للطاقة هي تلك البناءات التي تضمن اقتصادا في الاضاءة وفي التسخين والتبريد. وبيّن ان تصميم البناءات لابدّ ان يضمن توجيه النوافذ نحو الاتجاه الجنوبي مع فارق 30 درجة عن الاتجاه الشرقي والغربي لضمان الإضاءة داخل البيوت... فتضمن الضوء دون اللجوء الى الإنارة في وضح النهار. وأشار الى ان مساحة النافذة كانت تحتل سدس البيت في البناء الفرنسي وهو إجراء حافظت تونس على العمل به بعد الاستقلال والى غاية الثمانينات... فكانت المراقبة البلدية تضبط مخالفات في هذا الاتجاه لكنها اليوم تتغافل عن ذلك أو ربما تم التخلي عن هذا الاجراء. رسكلة المعماري في ما يتعلق بنوعية المساكن قال المتحدث العمراني الخبير في النجاعة الطاقية والتدقيق الحراري إن السكن الجماعي أقل كلفة استهلاكية من البناءات المعزولة على مستوى الطاقة... مؤكدا على أهمية إعادة النظر في تخطيط المدن. وأبرز ان التخطيط الاجمالي للمدينة او جزء منها والتقسيم لابدّ ان ينصّ على عامل الكثافة السكانية وكثافة البناءات وعرض الأنهج وعرض التقسيمات التي ستشيّد عليها البناءات... كما لابدّ ان يحدد التخطيط الارتدادات بين الأجوار لضمان وصول أشعة الشمس الى كل المنازل. وأكد المتحدث ان وفرة المواد الجديدة وتنوّعها واختلاف أسعارها وكذلك كثرة البرامج الداعمة للاقتصاد في الطاقة تدفع المعماري بالضرورة الى طلب الرسكلة المستمرة لإرساء عمارة وبناءات مقتصدة للطاقة وأضاف ل «الشروق» ان الدخلاء على المهنة قد يفسدون مشروع البناءات «الطاقية» لأنهم يجهلون تفاصيل هذه البناءات. عقدة اجتماعية عن الاستخدام المفرط للبلور الذي أصبح اليوم يكسو أغلب البناءات الجديدة في مختلف المدن التونسية قال محمد بوزيان ان العقدة الاجتماعية وحدها تفسّر الاندفاع الجماعي لاستخدام البلور كواجهات للعمارات والمباني... فالسيد مايزال أجنبيا وإقبال الأجنبي على البلور جرّنا حتما الى الإقبال بنهم عليه. وذكر المتحدث ان البلور له خصائصه اذ يضمن الحرية البصرية من وجهة نظر فنية للموظف حبيس المكتب طيلة اليوم. أما من وجهة نظر طاقية هناك جانب سلبي واخر ايجابي (بعد ان طوّرت مصانع البلور جودة منتوجاتها من الزجاج). ويقتنع السيد محمد بوزيان مندوب عمادة المهندسين بتونس 1 ان التعبير الهندسي هو نوع من التعبير الاجتماعي وما تعيشه المدن التونسية اليوم مزيج من فوضى معمارية قد يكون سببها استعراضا للقوة المادية للاشخاص او غزوا خارجيا لصورة وصلت الى المدن عبر الشاشات. وأكد ان البناءات المقتصدة للطاقة يمكن جدّا تطبيقها في تونس بضمان إعادة النظر في تخطيط المدن.