لمبعوثنا الخاص ياسين بن سعد ساعات قبل دخول المنتخب الوطني لكرة اليد المنافسات الرسمية لبطولة افريقيا خصص مدرب منتخبنا الان بورت جانبا من وقته ل «الشروق» حيث أدلى لنا بحديث خاص في مصر تحدث فيه بكل صراحة وبمنتهى الشفافية عن حظوظ زملاء وسام حمام... عن نقاط قوة وضعف المجموعة الحالية وأجاب أيضا في الموضوع الذي أثار الكثير من الجدل مؤخرا أي حراسة المرمى. غدا ندخل في صميم الموضوع فما هي الانطباعات التي يمكن أن تفصح عنها للجمهور الرياضي في تونس؟ في البداية أقول نحن متشوقون لانطلاق هذه البطولة ...قمنا بالاستعدادات اللازمة رغم الصعوبات التي اعترضت طريقنا وتحديدا غياب المحترفين الملتزمين مع أنديتهم في البطولة الفرنسية أو في الخليج...اجمالا الأجواء ممتازة داخل الفريق وقد لمست حماسا واضحا عند اللاعبين الذين يدركون أن الفوز بهذا اللقب سيعيد لهم الاعتبار بعدما خسروا لقبهم القاري في أنغولا. صحيح أن اختيار القائمة النهائية والتخلي عن بعض اللاعبين لم يكن عملية سهلة لكن مهمة مدرب المنتخب أن يختار ويتخذ قراره بعيدا عن العاطفة ..اجمالا المجموعة الموجودة حاليا تحت تصرفي هي الأفضل وهناك انسجام تام داخلها. المنتخب الجزائري في طور التكوين منذ سنتين أو أكثر والمنتخب المصري يدخل البطولة منقوصا من بعض العناصر المؤثرة ...ماذا تقول عن المنتخبين؟ في الواقع نحن نملك فكرة شاملة عن المنتخبين لكننا تحاشينا الحديث مع اللاعبين حولهما لأننا لاحظنا أن نقاشاتهم كلها تصب في هذا الاتجاه... في بعض الاحيان كانوا يأتون ليتحدثوا معي عن مصر والجزائر وفي كل مناسبة كنت أذكرهم بأن هناك منافسين اخرين قبل الفريقين المذكورين يجب احترامهم ورفضت الاستغراق في هذا الموضوع... لا يجب أن نخطئ في تحديد أهدافنا وأن نحرق المراحل لأن السقوط في هذا الفخ نتيجته قد تكون سلبية جدا وبعبارة أوضح سيؤدي ذلك لأن نحصد السراب... ولا أريد أبدا أن نعيش وضعا كهذا. كيف تقيم استعدادات المنتخب من الناحيتين الدفاعية والهجومية في ضوء التحضيرات التي لم تكن صراحة في مستوى الحدث؟ ميزة المنتخب الحالي هي تسجيله لعدد هام من الأهداف ..الأداء الجماعي طيب عموما وهناك مهارات فنية كبيرة وهذا عنصر معروف في اللاعب التونسي...في المقابل ثمة نقص في الصلابة الدفاعية أو دعني أقول ينقصنا لاعبون لهم الصنعة في المراكز الدفاعية... المنتخبات الكبرى تحتاج أيضا الى حراس كبار وهذه مسالة مهمة للمنتخب التونسي... على كل حال تونس تملك منتخبا كبيرا ويجب أن تتحلى بشخصية الكبار أي أن تعرف كيف تدافع في الأوقات الحرجة خصوصا. أثرت موضوع الدفاع وحراسة المرمى فكيف يتراءى لك مردود مقايز والميساوي وادريس؟ مروان مڤايز برز ب»فورمة» كبيرة في تربص ألمانيا وتحديدا في المباراة الودية الأخيرة مع قمرسباخ الذي يعد من الأندية البارزة في البوندسليغا... الميساوي وادريس أظهرا بعض الأشياء الايجابية لكن مسؤولية النجاح لا تتوقف على حارس المرمى وحده وانما بالدرجة الأولى على المدافعين الذين أمامه ...اذا دافعوا بشكل جيد فان مردود الحارس لن يكون سيئا... ربما كان ادريس الادريسي أقل استعدادا من الميساوي الأكثر خبرة لكن هذا يمكن أن نقبله ان أخذنا في الحسبان صغر سنه. اختيار هؤلاء اقترن بجدل كبير والترجي مثلا كان مستاء من اقصاء الزهاني ووسيم هلال؟ لو لاحظت جيدا تركيبة المنتخبات الكبرى في العالم ستتبين أنها تستدعي دوما حارسين يملكان خبرة دولية هامة اضافة الى أحد الحراس الشبان... أنا أنطلق من هذه الفلسفة وأرى من واجبي أيضا التفكير في بطولة افريقيا 2012 المؤهلة للأولمبياد وفي هذه البطولة يمكن أن يكون ادريس مثلا من الركائز الأساسية ...دعونا نتحدث بصراحة في هذا الموضوع لنقول أن أدريس لم يظهر بمستوى كبير جدا لكن مردوده لم يكن سلبيا تماما ولم ينزل كثيرا مثلما يقول بعض الملاحظين ...صحيح أيضا أن الزهاني يملك خبرة لا يستهان بها لكنني لاحظت منذ أن جئت الى تونس أن عطاءه ليس منتظما ...وسيم هلال أظهر بدوره استعدادات ممتازة في بعض الأحيان لكن ماذا تريدون ..هناك قناعات واختيارات ينبغي القيام بها ...كنت أمام حتمية الاختيار بين 5 حراس واخترت الثلاثي الذي رأيت أنه الافضل استعدادا والأجدر بالمشاركة في هذه البطولة الافريقية. لوائح البطولة تسمح بتعزيز الفريق في الدور الثاني بلاعبين حسب الحاجيات والظروف... هل بالامكان رؤية بعض المفاجآت في هذا السياق تحديدا أم أنك من الذين يفضلون المحافظة على المجموعة التي تدخل المنافسات الرسمية؟ القانون يسمح لنا بذلك لكنني لن أستبق الأحداث... لكل حادث حديث.