تحقيق: محمد الهمامي ونور الدين البكوش يبدو أنه لم يكتب لجماهير النادي الصفاقسي أن تستمتع كثيرا بزواج المتعة الذي ربط فريقهم بالنتائج الايجابية والاداء الجيد ليغوص الفريق في دوامة جديدة من المردود الباهت والشاحب وتفتح الملفات القديمة وتنتصب منصات المحاسبة حسب تعبير اللاعبين في الوقت الذي قرعت فيه أجراس الخطر لحظات قبل وقوع المحظور... تعادل في المنستير وهزيمة في الڤصرين، سيناريو أعاد للأذهان نسخة النادي الصفاقسي في عهد عز الدين آيت جودي رغم هبوب رياح التغيير الطفيفة مع قدوم المدرب لوكا، لكن العودة الى نقطة الصفر كشفت أن ما حصل في النادي الصفاقسي لا يمكن أن نلخّصه في اسم المدرب. آيت جودي دفع ضريبة الانقسام عندما قدم آيت جودي لتدريب النادي الصفاقسي حصل إجماع أن الرجل «كامل الاوصاف» التدريبية والقادر على إعادة رسم ملامح بيت النادي الصفاقسي وهندسة إنجازاته في هذا الموسم، لكن المدرب الجزائري لم يعمّر طويلا ليرحل بعد رباعية الترجي في وقت لم يكن يتحمّل فيه المسؤولية بمفرده مع الانقسام والمشاكل الادارية التي زعزعت الفريق وعبثت باستقراره الى جانب الحديث عن أن آيت جودي كان ضحية تآمر من اللاعبين وبعيدا عن كل هذه الحيثيات والكواليس الجانبية كان لزاما البحث وقتها عن شماعة للفشل لكن الايام كشفت أن الامور أعمق من ذلك بكثير. «وسقط» لوكا سريعا لا يفكر أحد أن الامور تبدلت بعض الشيء مع قدوم لوكا ليدخل الفريق في سلسلة من النتائج الايجابية حجبت النقائص التي برزت في أداء الفريق وخاصة الفوز بكأس اتحاد شمال افريقيا الذي لم يكن ليستحق من فريق في حجم النادي الصفاقسي ذلك الحجم من التهويل والتطبيل لأنه يبقى من الصنف الاخير على سلم الالقاب التي فاز بها النادي، ليصحّ لنا تسميته من باب المغالطة وتغطية الحقائق. الملاحظة الثانية التي يمكن تسجيلها أن أداء الفريق لم يتغير بتلك الطريقة التي تؤشر الى وجود بصمة للمدرب لوكا رغم أننا لا نتدخل في الامور الفنية لأنه لم ينجح حتى في تطبيق ما خطط له من حكاية التعويل على الشبان لتأتي بعد ذلك المغالطة الثانية بعد الفوز على الترجي. وتلك الفرحة الهيستيرية غير المبررة لأن الفوز على الترجي في المطلق من قبل النادي الصفاقسي يعتبر أمرا عاديا فما بالك وحال الترجي كانت كما هي عليه حينها. ولتأكيد ما نقوله على أن المشكلة في النادي الصفاقسي تتعدى حدود تغيير المدربين نعود الى ترتيب الفريق في البطولة في الموسم ولحساب نفس الجولة لنجد أنه كان رابعا ب23 نقطة من 6 مقابلات فوز و5 تعادلات و3 هزائم وسجل 18 هدفا وقبل 11 هدفا في المقابل لم يراوح الفريق مكانه كثيرا هذا الموسم لنجده خامسا ب23 نقطة و5 انتصارات و6 تعادلات و3 هزائم وسجل الفريق 7 أهداف وقبل 14 هدفا وفي مقارنة بسيطة يمكن أن نقف على صحة هذه الاستنتاجات. حالة فرار الوضع في النادي الصفاقسي يمتد من الادارة الى المدرب الى اللاعبين لنسجل ما يشبه بعملية فرار جماعية في تأكيد ضمني على أن الامور بدأت تفلت من المشرفين على دواليب النادي فالمسلسل متواصل منذ التفريط في المرداسي وتمرد السعيدي وتهريب أيمن بن عمر والاستثمار في عقود تسيل اللعاب لأبوكو ومن بعده عبد الكريم النفطي وتهديدات هيثم المرابط بعدم تجديد العقد ومهما اختلفت التسميات فإن النتيجة واحدة وهي تفريغ رهيب له مسبباته قد تكون أبرزها إعلان رئيس الفريق عدم نيته المواصلة بعد نهاية هذا الموسم منذ بدايته... المختار ذويب: البحث عن حل عاجل النتائج التي يتحصل عليها النادي الصفاقسي ليست في قيمة الفريق بكل المقاييس، لأن فريقنا تعوّد على لعب الادوار الاولى وعندما يواصل في نفس هذا الوضع سيجد نفسه خارج مدار المنافسة المشكلة تبدأ من الهيئة ولا تتوقف عند اللاعبين فبعضهم ليس في مستوى النادي. أما المدرب فعليه مراجعة نفسه ولا يكفي أن ينتصر على النجم والترجي، حتى يوهم الجميع أنه يقوم بعمل كبير... الوضع يتطلب وقفة عاجلة وسريعة من قبل الجميع قبل استفحال أزمة. الزعيم ويونس: لا ناقة ولا جمل للمدرب في كل ما حصل... أربعة أشهر ونيف مرت على قدوم المدرب الكرواتي البلجيكي لوكا بيروزوفيتش (3 أكتوبر 2009) الذي تم اختياره لتعويض المدرب الجزائري المقال عزالدين آيت جودي بعد هزيمتين متتاليتين خارج الديار ضد الترجي والنادي الإفريقي. وخاض النادي الصفاقسي إلى حد الآن تحت قيادة المدرب لوكا 13 مقابلة تفاصيلها كما يلي: 6 مقابلات في مرحلة الذهاب في غمار البطولة لم ينهزم فيها (3 انتصارات و3 تعادلات). مقابلتان في نطاق الكأس انتصر فيهما على كل من مستقبل قابس والترجي. 4 مقابلات في نطاق كأس شمال إفريقيا وفاز بهذه الكأس بدون هزيمة. هزيمة في أول جولة لمرحلة الإياب ضد مستقبل القصرين (10). هذه الهزيمة لم يتقبلها أحباء «السي آس آس» وهي القطرة التي أفاضت الكأس حيث وجهوا أصابع الاتهام إلى المدرب لوكا وحملوه مسؤولية تذبذب نتائج الفريق لكن يبدو أن اللاعبين كمال زعيم وحمزة يونس لهما رأي مخالف من خلال تفسيرهما للنتائج الحاصلة في فترة لوكا وتقييمهما للعمل الذي يقوم به هذا المدرب. كمال الزعيم صحيح أن النتائج الحاصلة لا تتماشى وطموحات فريق في عراقة وحجم النادي الصفاقسي لكن ما يثير الاستغراب أن في كل نتيجة سلبية نلقي بالمسؤولية على المدرب لوكا الذي ليس له لا ناقة ولا جمل في كل ما حصل إذا أخذنا بعين الاعتبار العمل الكبير والجبار الذي يقوم به وبدون رمي ورود فقد وفّر هذا المدرب الإضافة للنادي الصفاقسي وكان بحق المدرب المناسب في المكان المناسب. فعلينا محاسبة أنفسنا قبل محاسبة المدرب ولا مجال للتشكيك في قدراته وأسلوب تعامله مع الرصيد البشري المتوفر لديه علينا مراجعة عدة أشياء وأن نصلح أنفسنا وأن نقف صفا واحدا باعتبار أن المسؤولية جماعية ولا دخل للمدرب لوكا في ما حصل وما سيحصل مستقبلا. حمزة يونس هل يعتبرون حصولنا على كأس شمال إفريقيا وإزاحتنا لأقوى الفرق التونسية من سباق الكأس «جريمة» أو نتائج متذبذبة وهل هزيمتنا أمام مستقبل القصرين أنستهم انتصاراتنا على الملعب التونسي والنجم الساحلي وقفصة وهل تجاهلوا أن كل الفرق مهما كانت قوتها عرضة للعثرات والنكسات والأمثلة عديدة في تونس ولئن لم نتمكن في المقابلتين الأخيرتين من الانتصار على الاتحاد المنستيري ومستقبل القصرين فليس معنى ذلك أن هذين الفريقين أقوى منا فالعارفون لخبايا الكرة يدركون أن اللاعب التونسي ليس بإمكانه خوض 3 مقابلات في أسبوع واحد بنفس العزيمة والمردود لقد أجهدنا أنفسنا في لقاء الترجي التونسي ولسائل أن يسأل ما هو ذنب المدرب لوكا في انهيار الفريق بعد ذلك وكان بإمكاننا الانتصار على مستقبل القصرين لو جسمنا الفرص التي أتيحت لنا، لا فائدة من التفتيش عن كبش فداء فالسيد لوكا أعتبره من أحسن المدربين الذين تدربت عندهم في النادي الصفاقسي فهو لا يتحمل أي مسؤولية فيما حصل لقد أعطى كل ما عنده للفريق وأدخل أسلوبا جديدا في اللعب ونجح في توفير الإضافة وعالج عديد الأمور الفنية والتكتيكية ويعمل بطرق علمية مدروسة عادت بالفائدة على الفريق.