أكد عمر نجل زعيم تنظيم القاعدة أن الولاياتالمتحدة لن تتمكن أبدا من اعتقال والده محذرا من أن من سيخلف والده في القيادة سيكون أكثر عنفا. وقال عمر بن لادن في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأمريكية «إي بي سي» بثتها الليلة قبل الماضية «من خلال معرفتي بوالدي والناس المحيطين به فإنني أعتقد أنه الأكثر لطفا بينهم، لأن بعضهم أسوأ بكثير وعقولهم تميل إلى ارتكاب المزيد من أعمال العنف وخلق مشاكل أكثر». وقال عمر بن لادن ان والده ما زال طليقا على الرغم من الهجمات التي نفذتها الولاياتالمتحدة باستخدام طائرات بدون طيار، ورصدها فدية تقدر ب 25 مليون دولار لمن يقدم أية معلومات تؤدي الى القبض على والده». وأضاف «لقد بدأ والدي القتال منذ نحو ثلاثين عاما، ومع ذلك لم يتمكن أحد من القبض عليه حتى الآن .. إن من يدخل هذا البلد في إشارة إلى أفغانستان ينزلق إلى مستنقع لا يستطيع الخروج منه سواء كان جيشا مسلحا أو قوات من المجاهدين». ونفى عمر بن لادن وجود أية معلومات لديه حول مكان وجود والده في الوقت الراهن، ولكنه رفض قيام عناصر من القاعدة بمهاجمة أشخاص مسالمين واصفا هذا التصرف بأنه «أمر غير مقبول ويتنافى مع العدالة». وقال «إذا كانت لديك مشكلة ما مع حكومة أو جيش، فيتعين عليك أن تقاتلهما وحدهما دون أن تعتدي على أشخاص آخرين من الأبرياء المسالمين .. فهذه هي النقطة الوحيدة التي اختلف بشأنها مع والدي واعتبرها مسألة غير مقبولة». واعترف عمر بن لادن بأن والده ربى أولاده في ظروف صعبة وتحاشى تماما انخراطهم في حياة الترف والنعيم والرفاهية التي تتوفر لبقية أفراد عائلة بن لادن الثرية في السعودية وذلك بغرض إعدادهم جيدا لمواجهة صعوبات ومشاق الحرب في المستقبل. وكشف عمر بن لادن النقاب عن أن والده حث ابناءه على التطوع من اجل تنفيذ عمليات استشهادية، مشيرا الى انهم شعروا آنذاك بالصدمة إزاء صدور مثل هذا الطلب من جانب والدهم. وقال عمر بن لادن «إن اولاد بن لادن لم يصدقوا امكانية ان ينفذوا مثل هذا الطلب لوالدهم .. فهذا ليس اسلوب حياتهم»، مضيفا «لقد سألت والدي لماذا يطلب مثل هذا الطلب من أبنائه، غير أنه إلتزم جانب الصمت ولم يرد على سؤالي». وقال عمر بن لادن «إننا كأولاده لسنا أكثر أهمية من هدفه الكبير .. وليس هناك من قوة في العالم يمكن أن تمنعه من المضي قدما في تحقيق هذا الهدف». وأشاد عمر بن لادن بمناخ الحرية والمساواة السائد في الولاياتالمتحدة، وقال «إن الشيء الوحيد الذي يشيد به والده في أمريكا هو انتاجها من السلاح». وأوضح عمر بن لادن أن والده «يهاجم الولاياتالمتحدة بسبب سياستها المنحازة الى اسرائيل ويعتقد ان امريكا اضعف من إسرائيل وانه من السهل ان تكون هدفا للهجمات نظرا لاتساع مساحتها وكثرة مدنها». وقال إنه يعتقد أن معظم مقاتلي القاعدة يمكن تغييرهم وهذه الجهود مثل برامج إعادة التأهيل في السعودية يمكن أن تنجح ولكن المشكلة حسب رأيه تكمن في أن دولهم تتردد في قبولهم. وقال «إن الجهاديين كما أعرفهم يريدون العودة إلى بلدهم ولكنهم خائفون نظرا لأنهم يعرفون أنه سيتم قتلهم أو تسميمهم أو سجنهم، لذلك يبقون مع والدي». وقال عمر إن والده كان يكره الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لأنه علماني، «لذلك لم يكن هناك أي صلة تجمع بين الاثنين»؟ وقال عمر بن لادن إن أفراد أسرته التي تبلغ نحو 40 فردا موجودون حاليا في إيران بعد عبور الحدود إلى أراضيها من داخل أفغانستان عقب الغزو الأمريكي لها في عام 2001 حيث يعيشون رهن الإقامة الجبرية في طهران»، ولكنه أكد أن حياتهم هناك تعتبر مريحة.