أكدت طهران أمس سيطرتها على مضيق هرمز الاستراتيجي وهدّدت بإغلاقه في حال تعرضها لهجوم عسكري وسط تزايد مخاوف واشنطن من تحول إيران إلى «دكتاتورية عسكرية» ومضيّها في نهج تصنيع قنبلة نووية مما قد يضطر الغرب إلى توجيه «ردّ حازم». فقد أعلن المسؤول العسكري ومستشار المرشد الأعلى في إيران، اللواء يحيى رحيم صفوي أن بلاده تسيطر على مضيق هرمز وأنها لن تتردّد في إغلاقه إذا تعرّضت لهجوم. وقال صفوي إن لإيران استراتيجية دفاعية تقوم على أساس تغيير ما وصفه ب«جغرافيا القوة» للدفاع عن نفسها في وجه التهديدات ، على حدّ قوله. مخاوف أمريكية في الأثناء أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن تخوف بلادها من تحول إيران إلى «دكتاتورية عسكرية» تحل فيها مؤسسات تابعة للحرس الثوري محلّ الحكومة. وأكدت كلينتون خلال لقاء مع طلاب جامعيين في الدوحة أمس أن الولاياتالمتحدة لا تنوي اللجوء إلى القوة ضد إيران بسبب أزمة ملفها النووي وإنما تسعى إلى تعزيز الضغوط الدولية عليها عبر مجلس الأمن. وقالت الوزيرة اأمريكية «نرى أن إيران تتحرك في اتجاه التحول إلى دكتاتورية عسكرية وأن هناك من يحلّ مكان حكومة إيران ومرشدها الأعلى والرئيس والبرلمان». وأكدت كلينتون أن قادة المنطقة الذين التقتهم عبروا لها عن قلقهم إزاء إيران ومشاريعها. وقالت كلينتون «لديهم قلق إزاء نوايا إيران ولديهم مخاوف حيال قدرة إيران على أن تكون جارة جيدة يمكن العيش بسلام إلى جانبها». وأضافت كلينتون «آن الأوان لكي تتحمل إيران مسؤولية نشاطاتها التي زعزعت الاستقرار وتزعزعه». من جانبه أعرب رئيس الأركان الأمريكي مايكل مولن عن «قلقه العميق» من عواقب أي هجوم محتمل على المنشآت النووية الايرانية. وقال مولن الذي زار اسرائيل والتقى عددا من قادتها السياسيين والعسكريين «لم نستبعد أن خيار» ملمحا بذلك إلى احتمال توجيه ضربة عسكرية لايران، ومؤكدا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان واضحا جدا في تأكيده أن إيران لا يمكن من منظور سياسي أن تمتلك سلاحا نوويا. عرض جديد؟ وفي سياق متصل أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي أكبر صالحي أمس أن روسياوفرنساوالولاياتالمتحدة قدمت اقتراحا جديدا لبلاده بشأن تبادل اليورانيوم بالوقود النووي الذي تحتاجه إيران لتشغيل مفاعل طهران للأبحاث، لكن فرنسا نفت الأمر. وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن «على صالحي أن يعلم أن الاقتراح الوحيد المقدم هو الاقتراح الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أكتوبر الماضي وهو ما لم يتم الردّ عليه بشكل مرض». وأكدت باريس أمس أنها تتفق مع روما على ضرورة توجيه ردّ حازم من الأسرة الدولية إلى إيران بسبب برنامجها النووي. ويستقبل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اليوم نظيره الايطالي فرانكو فراتيني لبحث الملف النووي الايراني وقضايا أخرى.