مع ارتفاع نسبة السمنة في صفوف الأطفال والمراهقين وما ينجرّ عنها من تفشي عديد الأمراض بصفة مبكرة كارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين وضع المعهد الوطني للتغذية هذه الشريحة تحت المجهر وذلك من خلال عقد اتفاقية مع وزارة التربية. وأفاد أخصائي في التغذية ل«الشروق» بأن ظاهرة السمنة تفشّت في صفوف الأطفال والمسنين بصفة واضحة خلال السنوات الاخيرة. وفسّر ذلك بكثرة اقبالهم على الأكلات السريعة ك«السندويتش» وال«البيتزا» و«الكراب» وبعض الأكلات الدخيلة ك«الهمبرڤر» و«الشّوارما». وقال: «إن شريحة الأطفال والمراهقين أغلبهم من تلاميذ المدارس والمعاهد الثانوية الذين يتناولون وجبة الغداء داخل محلات الأكلات السريعة وفي المقابل لا يمارسون أي نشاط بدني يساعد على التخلص من الدهنيات الكثيرة الموجودة بالأكلات التي يستهلكونها. وأضاف نفس المصدر أن التغذية المتوازنة تلاشت من قاموس نظامهم الغذائي فكانت النتيجة هي ارتفاع نسبة السمنة، وبالتوازي ارتفاع نسبة عديد الأمراض الخطيرة الاخرى كالسرطان والقلب والكلى وغيرها. واعتبر نفس الأخصائي ان هذه الامراض سالفة الذكر كانت تصيب في السابق الكهول والمسنين بينما اليوم نجدها لدى الأطفال والمراهقين والشباب. وأكد أنه لابد من التصدي لهذه الظاهرة حتى لا تحل الكارثة فنجد أنفسنا في المستقبل امام مصاريف كبيرة للعلاج تتجاوز طاقة الميزانية المخصصة لها. حلول أمام هذه التصريحات المفزعة من قبل المختصين في التغذية وضع المعهد الوطني المختص في المجال اشكالية سمنة المراهقين والأطفال من العناصر الأساسية في استراتيجية المكافحة وذلك من خلال تنظيم لقاءات اقليمية بالاطار التربوي من أساتذة ومختصّين من جهة وبالتلاميذ من أطفال ومراهقين من جهة أخرى. وبخصوص الاطار التربوي فإنه تم التنسيق مع وزارة التربية من خلال تنظيم ملتقيات بمراكز التكوين المستمر التابعة لها حيث يتولى المختصون في التغذية تناول موضوع السمنة من الأسباب الى الانعكاسات السلبية والقيام باختبارات في الغرض للتأكد من مدى وصول المعلومة بطريقة جيدة لتمريرها بطريقة أيضا جيدة وتلقين النصائح للتلاميذ بمختلف الجهات. وشملت اللقاءات الاطار التربوي بإقليم الشمال والوسط والجنوب. أدلّة جديدة وعلمت «الشروق» ان المعهد الوطني للتغذية ينكب حاليا على اعداد ثلاثة أدلة جديدة حول التغذية المتوازنة بصفة عامة وتغذية ا لمرأة الحامل والمرضعة وتغذية الطفل والمراهق وذلك في اطار استراتيجية مكافحة السمنة لدى هذه الشرائح. وتعمل اللجان المختصة في ذلك على توفير النصيحة الغذائية بالكلمة والصورة. وينتظر ان تكون هذه الادلة الجديدة جاهزة في غضون الشهر القادم.