توصل شاب تونسي مؤخرا الى اختراع هام في مجال المحافظة على البيئة يتمثل في جهاز خاص يحد من التلوث المنبعث من السيارات والشاحنات والحافلات ... وفي لقاء مع «الشروق» قال المخترع سفيان الحداد وهو أصيل بنزرت، أن فكرة الاختراع تعود الى 14 سنة .. ومنذ ذلك التاريخ وهو يجري البحوث والتجارب على اختراعه ويطوره حتى توصل الى النسخة النهائية منذ شهرين تقريبا وأودع مطلبا لدى المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية في موفى ديسمبر 2009 للحصول على «براءة اختراع» وفقا لقانون أوت 2000... مصفاة يتمثل الاختراع المذكور في مصفاة خاصة صغيرة الحجم يقع تركيبها داخل كاتم صوت السيارة (Echappement).. وبعد ذلك تتولى هذه المصفاة احتواء الجزيئات المتطايرة جراء انبعاث الدخان والغازات من محرك السيارة. وعوض ان تخرج هذه الجزيئات من كاتم الصوت وتنتشر في البيئة وتلوث الهواء، يقع امتصاصها من قبل هذه المصفاة. وأكد صاحب الاختراع ان تركيب المصفاة المذكورة لا يتطلب تغيير كاتم الصوت بل فقط فتحه وتركيبها داخله. وأضاف ان عمرها يمكن أن يتراوح بين 3 و 10 سنوات (حسب الاستعمال) ويمكن في الأثناء ازالتها وتنظيفها واعادة تركيبها... كل العربات حسب ما ذكره المخترع سفيان الحداد، فإن هذه المصفاة قادرة على التأقلم مع كل أنواع العربات (سيارات، شاحنات، حافلات، معدات أشغال، معدات فلاحية) ومهما كانت قوة المحرك وعمره .. حيث يقع تعديل خصائصها الفنية حسب صنف العربة وحجمها ثم يقع تركيبها. ناجحة .. استظهر صاحب الاختراع بما يفيد اجراء تجربة ناجحة لاختراعه على حافلة تابعة لشركة النقل ببنزرت وذلك بناء على مطلب من الجمعية التونسية للمخترعين، وأضاف سفيان الحداد أن التجربة أدت الى التخفيض بنسبة حوالي 21% من التلوث الذي ينبعث من الحافلة.. وأضاف ان هذه النتيجة من شأنها ان تحد من مخاطر تلوث العربات. خاصة بالمناطق الحضرية والتي تلحق أضرارا كبيرة بالهواء وتتسبب في أمراض تنفسية خطيرة للكثيرين وتضر بالنباتات. شكر .. وانتظار عبّر سفيان الحداد عن شكره لكل من ساعده على النجاح في هذا الاختراع وخص بالذكر الجمعية التونسية للمخترعين والشركة الجهوية للنقل ببنزرت والجهات المختصة بوزارة الصناعة والتكنولوجيا وأضاف ان هذه التشجيعات ستكون دافعا له للمزيد من الاختراع والابتكار خاصة بعد نجاح اختراع السنة الماضية المتمثل في جهاز لاقط شرارة من كواتم الصوت بالمعدات الفلاحية قصد الوقاية من الحرائق. وعبر في الختام عن أمله في أن تحظى اختراعاته باهتمام المؤسسات العمومية والخاصة، لا سيما شركات النقل والشركات التي تعتمد أكثر من غيرها على العربات الميكانيكية وذلك لمعاضدة مجهود الدولة في المحافظة على البيئة والمحيط.. وعبر ايضا عن أمله في أن يلقى الاختراعان اهتماما من المصنعين المختصين في المجال حتى ينتشر أكثر فأكثر في السوق ويقبل عليه الجميع من مواطنين ومؤسسات.