القاهرة من مبعوثنا الخاص ياسين بن سعد انتهى حلم المنتخب الوطني للكبريات مساء أمس بالقاهرة عند المرتبة الثانية وبطاقة الترشح إلى المونديال القادم.. فيما كسبت أنغولا اللّقب مرّة أخرى مؤكدة قوتها وسيطرتها على اليد النسائية الافريقية. سيدات تونس أضعن فرصة يصعب أن تتكرّر إذا أخذنا في الحسبان الغيابات الهامة التي سجلها المنتخب الأنغولي والمردود الممتاز الذي أظهرنه على امتداد هذه البطولة الافريقية. دون المأمول لم يكن مردود المنتخب الوطني على امتداد الشوط الأول في المستوى المأمول صراحة فالبداية اقترنت باخفاق هجومي واضح وهو ما مكن الأنغوليات من التقدم في النتيجة وترفيع الفارق إلى (5 2) و(7 3). إلى حدود الدقيقة 17 كانت الحلول منعدمة حيث تم فرض رقابة على منى شباح ولاعبة الدائرة أسماء الغاوي وكانت رجاء التومي بعيدة عن مستواها المعهود فيما برزت رفيقة مرزوق بإضاعتها لعديد الكرات من مركز الجناح. على المستوى الدفاعي واجه منتخبنا صعوبات كبيرة خلال هذه الفترة حيث ترك الفرصة للاعبات المنتخب الأنغولي للتقدم إلى مستوى السبعة أمتار والتسديد عن قرب ولم نشهد استفاقة إلا في أواخر هذا الشوط وهو ما قلّص الفارق إلى هدفين (12 10). ظهرت الفوارق الفنية بين المنتخب التونسي ونظيره الأنغولي وقد انتظرنا أن يتغير هذا الوضع مع بداية الشوط الثاني لكن ذلك لم يحدث رغم الاستفاقة الملحوظة لرجاء التومي. المنتخب الأنغولي عزّز تقدمه في النتيجة إلى (23 19) وبدأ مسلسل التسرع وإضاعة الفرص وغاب التركيز عن لاعبات المنتخب الوطني رغم تقليلي الفارق إلى هدفين (26 24). لا بدّ من القول أيضا أن المنتخب عانى من ضعف الجناحين وخصوصا الجناح الأيمن على عكس أنغولا التي تمتلك لاعبتين من الطراز الرفيع في هذا المركز المهم من الناحية الهجومية. المنتخب الأنغولي مرّ كذلك بسهولة من الأطراف كلما انعدمت الحلول في محور الدفاع التونسي ورأينا استماتة في الدقائق الأخيرة للقاء وتحديدا إلى حدود دقيقتين قبل النهاية وقد كان الفررق عندها هدفين.. على بعد 30 ثانية تمكنت رفيقة مرزوق من العودة في النتيجة إلى حدود هدف واحد (31 30) لكن الوقت المتبقي لم يكن كافيا للتعديل لتفوز أنغولا مرة أخرى باللقب وتؤكد سيطرتها على اليد النسائية الافريقية. دموع وغضب نهاية حزينة إذن لمنتخب أسعدنا صراحة رغم الخسارة.. رأينا دموعا وحسرة ورأينا كذلك غضبا كبيرا على طاقم التحكيم المصري الذي أدار المباراة وارتكب بعض الأخطاء المؤثرة في الدقائق القاتلة. تصريحات فورية صحيح ان إضاعة اللقب الافريقي خيبة واضحة لنا للاعبات ولكل التونسيين لكن ذلك لا يجب أن يكون داعيا للقسوة على هذا المنتخب الذي شكل مفاجأة سارة للجميع.. لعبنا باندفاع لكن لم نكن نملك الزاد الفني والبدني المتوفر لدى الأنغوليات والذي أحدث الفارق في النهاية.. المجموعة الحالية تضم العديد من اللاعبات الشابات ولا بدّ من توفير الدعم المناسب لهن ومن مواصلة العمل بجدية إلى أن نصل لمبتغانا أي التتويج بهذا اللقب الذي غاب عنّا كثيرا. سيد العياري المدير الفني مردود المنتخب تميّز بعدم الانضباط في الدفاع وخصوصا في الهجوم.. كان هنالك الكثير من التسرع وأضعنا الكرة في الوقت الذي لا يجب أن تضيع فيه.. هناك أشياء ايجابية يمكن أن نبقي عليها للمستقبل.. لا أريد الحديث عن التحكيم لأن من يريد الفوز ببطولة افريقيا عليه أن يتعلم اللعب ضد المنافس وضد الحكم. منى شباح: سرقوا منّا اللقب ظلت منى شباح لبعض الوقت خارج حجرات الملابس وكانت أكثر اللاعبات تأثرا وغضبا من طاقم التحكيم الذي أدار اللقاء. شباح قالت ان اللقب سُرق من المنتخب التونسي وتساءلت لماذا فعلوا بنا هذا. ملاحظة على الهامش ليس من المعقول صراحة أن نعلق ضياع هذا اللقب القاري الذي كان في متناولنا على شماعة التحكيم وحدها.. قد يكون طاقم التحكيم أخطأ لكن المنتخب الأنغولي كان موجودا فوق أرضية الميدان وأكد مرة أخرى قوته بامتلاكه لفنيات عالية وتقاليد راسخة وخبرة ونضجا كبيرا من الناحية التكتيكية. توزيع الأهداف دولة (1) الغاوي (3) بالشيخ (2) التومي (7) مرزوق (5) شباح (4) الخويلدي (8).