كشفت تقارير صحفية أمس أن إدارتي الرئيسين الامريكي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي تمارسان ضغوطا «هائلة» على الرئيس السوري بشار الأسد «لتحييده» عن الانخراط في أي حرب قد تقع ضد إيران أو لبنان. وأكدت مصادر ديبلوماسية من واشنطن وباريس أن زيارتي المبعوث الامريكي وليام بيرنز والوزير الاول الفرنسي فرنسوا فييون الى دمشق في أسبوع واحد تدخلان في جملة الضغوطات الرامية الى إقناع نظامها «بمخاطر انضمامه الى الحرب المزمعة خاصة بعد أن عاد وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس من زيارته لاسرائيل ولقائه وزير دفاعها إيهود باراك، مقتنعا بأن اسرائيل مصممة على خوضها وبأن المسألة باتت في السؤال التالي: متى ستشنّ هذه الحرب»؟ ونقلت صحيفة «السياسة» الكويتية عن الديبلوماسيين قولهم إن «الاسرائيليين تمكنوا خلال الفترة القصيرة الماضية من إقناع معظم أصحاب القرار داخل إدارة أوباما من ديمقراطيين وجمهوريين بأنهم متيقنون من أن طهران ستنتج خلال أشهر معدودة ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصناعة رأس نووي أو أكثر وأنهم باتوا مستعدين جوا وبحرا لاطلاق حملتهم العسكرية متى وجدوا الامور مناسبة» على حد قولهم. وعلى صعيد متصل، أكدت مصادر ديبلوماسية فرنسية في باريس رافقت فييون الى دمشق خلال اليومين الماضيين، أن الاخير نقل الى الأسد «تمنيات فرنسية بعدم تصعيد المواقف السورية مع اسرائيل كما حدث الاسبوع الماضي على لسان وزير الخارجية وليد المعلّم الذي هدد المدن العبرية بصواريخه وبتحويل أي عمل عسكري اسرائيلي ضد لبنان أو سوريا الى حرب شاملة». وقال فييون: «إن هذا التصعيد سيجعل الامور أسوأ بالنسبة لاستراتيجية السلام التي ينتهجها نظام دمشق ولأن سوريا قد تتعرض الى أضرار بالغة جدا يصعب بعدها الجلوس الى طاولة المفاوضات إلا بشروط اسرائيلية لأن تعادل القوى مفقود بين سوريا واسرائيل «حتى بوجود آلاف الصواريخ السورية التي بإمكانها بلوغ معظم المدن والمناطق العبرية» وفق ما نقلته المصادر ذاتها عن فييون. وواصل الوزير الاول الفرنسي تهديداته للاسد بالقول إن تصريحات وزير خارجية الاحتلال المتطرف ليبرمان بأن أي حرب على سوريا «ستنتهي بسقوط نظامها وعائلة آل الأسد» وقد يتحوّل «فعلا الى هدف اسرائيلي لا رجوع عنه».