لعلّ شغف الناس بالرياضة والرياضيين هو ما جعل المشرفين على المؤسسات الإعلامية عامة والتلفزية خاصة يركزون على هذه المحطات التي تجلب الجمهور وبالتالي المستشهر الذي من حقه أن يفكر بنفس المنطق والمستفيد الأكبر هو المشاهد ومن بين هذه البرامج الناجحة في توجهها، برنامج «بالمكشوف» الذي أدار حوله الرقاب بأسلوبه الجديد وطرحه المختلف وتنوع رؤى الضيوف القارين أو ضيوف المناسبات الذين عادة ما يكونون منتقين جيدا من حيث الحضور «الكاريزمي». وما لا يختلف فيه شخصان أن نجاح مثل هذه التجارب هو تتويج لمناخ إعلامي يسمح بهذا النفس الديمقراطي في الحوارات والفقرات المقدمة، وقد شاهدت في حلقة الثلاثاء 16 فيفري 2010 ما هزني كمواطن من مدينة مدنين وتحديدا في التحقيق الخاص بملعب حسي عمر من مدينة مدنين الجنوبية. فبقطع النظر عن صور الملعب وحجرات الملابس وحديث الشبان... وبقطع النظر عن الردود والتبريرات، فإن ما صدر من معان قد لا يقصدها «الكابتن خالد حسني» في قوله: «ما يزيهمش عايشين في حسي عمر، تكون هذيكا ظروفهم في الملعب؟». وليسمح لي «الكابتن» بهذه الخواطر التي جالت في خاطري لحظة الاستماع لهذا الكلام، دون الخوض في أنه رد على منوعة أو تأويل لمفهوم المواطنة والوطنية. أولا: حسي عمر هي رقعة تونسية عزيزة لا تختلف قيمة عن أية قرية أو مدينة في تونس فلا المناخ عائق للمحبة ولا حجم الجدران المبنية حولها. ثانيا: أهالي حسي عمر كبقية التونسيين يساهمون في صنع نهضة تونس بجهدهم ومحبتهم لأرضهم فهم يستثمرون موقعهم الجغرافي الذي يعتبر بوابة مغاربية يمر منها الأشقاء الليبيون والجزائريون والمصريون وهو ممر للمعتمرين والحجاج فهم يستثمرون المكان أفضل استثمار، يمتهنون التجارة والفلاحة ويزرعون في المارين محبتهم التي ترك بصماتها الأجداد وهم فوق كل ذلك فرحون بمدينتهم محبون لها ويسوؤهم أن يشير إليهم أحد بسوء فعسى يكون ما أتاه «الكابتن» لا يتعدى السقطات اللفظية التي قد تغتفر إذا كان القصد سليما.