بعد الحرب «النظيييفة» على غزّة، وفي انتظار «شَفْط» المسجد الأقصى من فوق أو «ابتلاعه» من تحت، قرّر نتنياهو وضعَ الحرم الإبراهيمي في الخليل وقبر راحيل في بيت لحم على لائحة المواقع الأثريّة الإسرائيليّة!! قرار لا يُستَغْرَبُ من مأتاه، بقدر ما يُستغرَبُ الاحتجاج المسرحيّ الصارخ الذي تتظاهر به جهاتٌ «شقيقة وصديقة»، لم تدّخر جهدًا في سبيل تحويل القضيّة الفلسطينيّة برمّتها إلى «قضيّة أثريّة»، على ذمّةِ ما يشبهُ عصابةً متعدّدة الجنسيّات لتهريب الآثار!! لم يفعلوا ذلك استسلامًا طبعًا، بل فعلوه خدمةً للسلام!! وها نحن منذ أوسلو نرفعُ ساقًا فتغرق أخرى في...عسَلِ السلام...من فلسطين إلى العراق ولبنان والصومال وأفغانستان إلى آخر قائمة البلدان...في انتظار السلام العارم العرمرم الذي تبشّر به الطبول المدوّية حول إيران!! لماذا يحتجّون على نتنياهو إذنْ؟ لماذا ينكرون عليه ما يسمحون به لأنفسهم؟ الأفضل لهم أن يجاهروا بشراكتهم له...وأن يحاولوا إقناعنا بأنّنا بلغنا فعلاً مرحلة «السلام الأبديّ» الذي بشّر به كانط...لكنّنا لا نراه لعيب في البصر والبصيرة!! إلاّ إذا كانوا يعرفون في سرّهم، أنّ شريكهم الإسرائيليّ وضع السلام أيضًا على لائحة المواقع الأثريّة الإسرائيليّة!!