التحوّلات التي يعيشها المجتمع التونسي فرضت نمطا استهلاكيا جديدا يتجلّى في الاقبال على الأكلات السريعة وتحديدا «السندويتش». ومرت نسبة استهلاكها من 2،2٪ سنة 1975 الى 13،4٪ سنة 1995 لتناهز حاليا ال30٪. وكانت هذه الظاهرة الجديدة محل بحث من قبل الآنسة فاطمة قلاّل مختصة في البيولوجيا الصناعية في إطار إعداد رسالة ختم دروسها من المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا. أسباب واختارت الباحثة عيّنة ب306 أشخاص تنتمي الى تونس الكبرى للبحث حول مدى إقبال التونسي على استهلاك الأكلات الخفيفة و«السندويتش» نموذجا. وتمحورت الدراسة حول التعرّف على حالة حفظ الصحة لهذه الاكلات وقيمتها الغذائية. وبخصوص الشرائح الاكثر إقبالا على استهلاك «السندويتش» تبيّن أن الرجال أكثر إقبالا من النساء بتسجيل 57،52٪ مقابل 42،48٪ للإناث ويقبل الشباب والكهول على استهلاكه بنسبة 40،85٪ والمراهقون بنسبة 18،30٪. ويعود ذلك الى التحوّلات التي شهدها المجتمع التونسي خلال السنوات الاخيرة وكثرة انتصاب محلات الأكلات السريعة بتونس الكبرى وخروج المرأة للعمل. ويتجلى ذلك أيضا من خلال توزيع استهلاك «السندويتش» حسب المستوى التعليمي حيث يحتلّ الطلبة النصيب الاكبر من الاستهلاك ب51،63٪ ثم يليهم تلاميذ المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية ب42،81٪ وفي مرتبة أخيرة 5،56٪. وهنا يمكن الاستنتاج بأن الطلبة وتلاميذ المعاهد الثانوية والمدارس الاعدادية يقضّون يوما كاملا خارج المنازل ويضطرون الى تناول الغداء بمحلات الاكلات السريعة وذلك نظرا لبعد مسافة المؤسسات التعليمية عن منازلهم بالاضافة الى معاناة التنقّل بين هذه وتلك بسبب اختناق المرور في فترة منتصف النهار. وكشفت الدراسة في نفس السياق عن إقبال العملة على استهلاك «السندويتش» بنسبة 15،5٪ والاطارات 15،39٪ وحتى المرأة بالمنزل تقبل على استهلاكه لكن بنسبة ضئيلة 1،59٪ والطلبة 26،8٪ ثم التلاميذ 21،75٪ وتحتل محلات الاكلات السريعة المرتبة الاولى في البحث عن مصدر «السندويتش» ب74،51٪. وسألت الباحثة في دراستها عن أنواع «السندويتش» التي يفضلها التونسي فتوصلت الى أن «كسكروت الاسكالوب» يحتل مرتبة الصدارة ب39،82٪ و«الشوارمة» ب24،89٪ و«الكسكروت التونسي بالتن» 17،19٪. وحول أسباب اختيار «السندويتش» صرح 14،72٪ بأن السبب الرئيسي هو الطعم اللذيذ «البنّة» ثم تليها النظافة 13،38٪ والثمن والجودة والنظافة معا 12،37٪. ويفضل 67،97٪ من التونسيين حسب الدراسة أن يكون «السندويتش» محتويا على الهريسة و55،88٪ يفضلون إضافة «المايونيز» للتخفيف من حرارة المذاق وذلك رغم الاضرار الصحية التي يتسبب فيها جرّاء سرعة تعفّنه. وكشفت الدراسة عن العلاقة المباشرة بين مكان العمل واستهلاك «السندويتش» حيث احتلت تونس العاصمة المرتبة الاولى ب17،02٪ وتأتي أريانة في مرتبة ثانية بتسجيل 14،68٪ ثم الضاحية الشمالية ب14،26٪ وتليها منطقة المنزه بنسبة 11،7٪ وفي مرتبة أخيرة الشرڤية 7،66٪. مخاطر صحية وعند البحث عن الاضرار الصحية الناجمة عن «السندويتش» قامت الباحثة بتحليل عينة منها تحت إشراف الدكتور خالد زروق الذي تولّى تأطيرها وأظهرت نتائج التحاليل البكتيرية أن شروط الصحة العامة تكاد تكون مفقودة وذلك لتلوّثها الكلي «بالقولونيات البرازية Les coliformes fécaux وكثافة البكتيريات التي قد تسبب تسمّمات غذائية. وتبيّن أيضا أنها غنية بالزلاليات وخاصة الدهنيات التي تؤدي الى ارتفاع نسبة السمنة وعديد الامراض الاخرى ك«الكوليسترول».