كشفت دراسة أجريت مؤخرا بناء على الاستماع الى عيّنة من التونسيين بثلاث مدن كبرى من الشمال والوسط والجنوب (تونس الكبرى القيروانقابس) أنه عكس ما يعتقده كثيرون، لا تمثل الاسباب المهنية وضغوطات العمل سوى نسبة قليلة جدا من دوافع تناول الأكلات خارج المنزل... ومعلوم أن هذا التوجه في السلوك الغذائي للتونسيين أصبح ملحوظا في السنوات الاخيرة وأصبحت القاعدة هي تناول الاكل خارج المنزل والاستثناء هو داخله وذلك بالنسبة لكل أفراد العائلة. وأثبتت الدراسة المذكورة أن التذرّع بضغوطات العمل وبعدم سماحها بتناول الغذاء داخل المنزل غير موجود في الحقيقة لأن 5٪ فقط من المستجوبين برّروا به هذه الظاهرة،وذلك عكس الاعتقاد السائد. التعليم... وتمضية الوقت أما السبب الرئيسي المتهم بابعاد التونسيين عن أكلات المنزل فهو التربية والتعليم وذلك بالنسبة للكبار والصغار، في حين يوجد سببان آخران بالأهمية نفسها وهما «تمضية الوقت» و«الترفيه عن النفس»! إذ رأى حوالي نصف المستجوبين (48٪) أنهم يتوجهون للأكل «في الشارع» رغبة منهم في تمضية الوقت (خاصة خلال راحة منتصف النهار وفي الصباح قبل الدخول للعمل أو الدراسة)، في حين يذهب كثيرون الى القول إن البحث عن الترفيه عن النفس خاصة مع الاصدقاء أو مع العائلة هو بدوره دافع كبير لتناول الأكل خارج المنزل (39٪). وتحدّث آخرون عن تسبب عدّة عوامل أخرى في تطوّر هذه الظاهرة لديهم لكن بنسبة ضئيلة على غرار عدم وجود مأكولات في المنزل لأسباب مختلفة (4٪) أو بسبب توفّر الأموال لديهم ورغبتهم في انفاقها على الأكل خارج المنزل دون غيره. القيروان أظهرت الدراسة المذكورة ان القيروان (المدينة) تأتي في المرتبة الاولى قبل تونس الكبرى في نسبة تناول الناس للأكلات خارج المنزل، وهو أمر يدعو للغرابة خاصة في ظل ما نعرفه عن ارتفاع نسق الاستهلاك خارج المنزل بمنطقة تونس الكبرى. وعلى صعيد آخر، تكشف الدراسة أن من أكثر الأكلات خارج المنزل في القيروانوقابس توجد «سندويتشات» الكفتاجي والتن اضافة الى المشروبات الغازية، في حين تمتاز العاصمة في هذا المجال بسندويتشات الشوارما والشاباتي والملاوي اضافة الى بقية أنواع السندويتشات والمشروبات الغازية. «ويكاند» عكس ما يعتقده كثيرون فإن الأكل خارج المنزل يقل في عطلة نهاية الأسبوع (الويكاند) ويرتفع خلال بقية الأيام... كما أن أيام السنة الدراسية (دون العطل) هي الأكثر استقطابا للناس للأكل خارج المنزل.