تونس «الشروق» كتب نورالدين بالطيب بعد توقف فاق العشر سنوات أعاد الشاعر هشام قشطة إصدار مجلة «الكتابة الأخرى» التي كانت مختبرا للكتابات الجديدة وخاصة لقصيدة النثر وقد نجح هشام قشطة في ضمان استمرارية المجلة طيلة عقد التسعينات ثم فشل في الاستمرار فاضطر الى التوقف لمدة عشر سنوات. هيئة تحرير المجلة تجمع بين عدد من الكتّاب الذين اختاروا السباحة ضدّ تيّار الثقافة المصرية السائدة وهم ياسر عبد اللطيف ومكّاوي سعيد ومحمد متولي وعلي منصور وحمدي الجزّار وحسن خضر. وقد صدر العدد الاول من المجلة في سلسلتها الثانية مؤخرا وتضمّن العدد مجموعة من النصوص القصصية والشعرية والدراسات. محتوى العدد لاول تضمّن ملفا عن الشاعر أنسي الحاج رائد قصيدة النثر تضمّن نصّا لبيان نشيد الإنشاد وشهادة لعبدالمنعم رمضان وترجمة لقصائد لجروح حنين وقصائد جديدة لأنسي الحاج كما تضمّن العدد ملفا عن الجيل الشعري الجديد ودراسات نقدية وقصائد وقصصا وملفين فنيين عن رائحة الهند وعالم صلاح الليثي وفي الأوراق الأخيرة كتب حسن خضر ومنتصر القفّاش وعلي منصور. المجلة صدرت في 417 صفحة وتضمّنت مجموعة كبيرة من اللوحات والرسوم والصور الفوتوغرافية وكانت فعلا رؤية جديدة للكتابة. نموذج هذه المجلة ستصدر بمعدّل فصلي والطريف فيها أن صاحبها الشاعر هشام قشطة يوزّعها بنفسه على أصدقائنا وعلى محبّي الأدب والثقافة بشكل عام فهي لا تتوفّر بالأكشاك لأن اصحاب الأكشاك والمكتبات يطلبون نسبة توزيع عالية لا تستطيع امكانيات المجلة توفيرها وهذه الدورية لا تتمتع بأي دعم من اية جهة ولا بأي منحة إشهار ولا اشتراكات وتمثّل مغامرة حقيقية لصاحبها الذي يعتزّ بتجربته وبطريقته الخاصة في التجديف ضدّ السائد الثقافي في مصر وتحديدا ضد ثقافة المؤسسات سواء الرسمية او غير الرسمية. فهشام قشطة يصدر مجلته «الكتابة الأخرى» بروح شاعر رافضا تأسيس دار نشر وكذلك التعاون مع اي جهة في إصدار مجلته لأن ذلك قد يكون على حساب استقلاليته. في احدى مقاهي القاهرة التقيت هشام قشطة محمّلا بأعداد من مجلته الجديدة وأعلمني انه ينوي إصدار أعداد خاصة عن الشعر في العالم العربي وسيكون العدد التونسي من أوائل الأعداد التي سيصدرها. فعلا إنها تجربة طريفة تؤكد ان المجلات الثقافية تستطيع أن تستمر حتى خارج السياق المؤسساتي.