نعيمة غانمي / أحمد الخصخوصي - الأطلسية للنشر 2010 كتب تقديم الكتاب الدكتور مبروك المناعي وقد حاول في مستهله ان يصحّح المصطلح المتداول بين الناس أعني «الشعر الشعبي» او الشعر الملحون قائلا بالخصوص «... إننا نفضل في الحديث عن هذا الشعر نعت «البدوي» او «الشفوي» على الأرجح لخلوّه من هذه الظلال المعنوية السلبية ولانه نعت وصفي مكرس في البحوث الجادة في الغرب حيث يستخدم مصطلح (Poésie orale) ثم أكد التقديم على أهمية هذا الصنف من الأدب ودعا الى ضرورة الاهتمام به ودراسته.. ثم عرّج على عمل هذين الباحثين فذكر انه «... عمل هام مفيد بالرغم من انه تناول بالعرض والتحليل مدوّنة محدودة وجزئية ومن أنه هدف الى التعريف ولم يدّع فيه صاحباه الاحاطة والعمق..» ويضيف: «...تتمثل قيمة الجهد الذي بذله المؤلفان في استصفاء جزء هام من هذا النوع من التراث الغنائي البدوي بمنهجية علمية تمثلت في جمع المادة من مصادر شفوية موثوق بها ثم تصنفيها ثم دراستها وتحليلها..» وأثنى المناعي على جهد الباحثين واسهامهما في خدمة الثقافة التونسية. أما التوطئة فقد بيّن فيها المؤلفان منذ البداية ان العمل عمل هواة متحمسين ولم يكن عمل باحثين متخصصين. الفصل التمهيدي الذي وضعه المؤلفان للكتاب حدد مجال البحث وحدوده وشرح المنهج المتّبع وحدد شروط اختيار العينة وأصناف الأغاني النسائية وأنواعها. تشكل الكتاب في مجمله من بابين وملحق ومعجم لغوي وقائمة بالمصادر والمراجع. الباب الاول سماه الباحثان «الاغاني الاجتماعية وقد تطرق فصله الاول الى الاغاني المتعلقة بالعمل كرحي الحبوب وإعداد الصوف واهتم الفصل الثاني منه بالاغاني المتصلة بالمناسبات الدينية كالاستعداد للحج aوزيارة الأولياء. الباب الثاني من الكتاب بحث في الاغاني الوجدانية وقد خصص فصله الاول للاغاني الفردية كترقيص الاطفال والملالية واهتم الفصل الثاني بالأغاني الجماعية على غرار أغاني الأطراق وأغاني المحفل. أما ما أسماه الباحثان ملحقا موسّعا: نماذج من مدوّنة الاغاني فقد اشتمل على عينات من اغاني ترقيص الاطفال وأخرى من أغاني الملالية ونماذج من اغاني الاطراق ونماذج من أغاني المحفل. وانتهى الكتاب بمعجم في اللغة المستخدمة في الاغاني والمتصلة بالصقور والخيل والإبل والغزلان وملابس الرجال والحلي ومواد الزينة والتطرية والتعطر والأشجار والنباتات وتجهيزات الفروسية وأدوات القتال وأسماء الحرب والأرض وتضاريسها وبيت الشعر وما إليه والبلدان والأماكن إلخ... أما الذي لم أفهمه وأنا أتصفّح هذا الكتاب هو ما أشار اليه الباحثان في الفصل التمهيدي من أنهما انجزا مقابلاتهم مع النساء عينة البحث ما بين سنتي 1989 و1990 وإذن فلماذا انتظرا كل هذا الوقت ليصدر الكتاب بعد عشرين سنة؟