ظهر في المدة الأخيرة كتاب طريف في عنوانه هذا الكتاب هو «أغاني النساء في برّ الهمامة» الذي اشترك في تأليفه كل من أحمد الخصخوصي ونعيمة الغانمي. قدّم لهذا الكتاب الدكتور مبروك المناعي وتحدّث عن المصطلح الذي يطلق عادة «الشعر الشعبي» او «الشعر الملحون» ثم تطرّق إلى أهمية هذا اللون الشعري وكل ما له صلة به ك «الفولكلور» و«المأثورات الشعبية» لدى الأمم والشعوب في مختلف أصقاع الدنيا كما تحدث عن مضمون الكتاب ومنهجية البحث.. وفي التوطئة تحدّث المؤلفان عن هذا البحث والجهود التي بذلت من أجل اكتماله واخراجه للناس.. وفي مجال البحث وحدوده تم تحديد الفضاء المكاني والحيز الزماني وعينات البحث، ودعّم ذلك بذكر سخي للمصادر والمراجع والهوامش حتى كان الكتاب حاويا لعمل أكاديمي يحق لصاحبه ان يفخر به.. وفي مضمون هذا الكتاب، قسّم المؤلف الموضوع الى أبواب ثلاثة: الأغاني الاجتماعية الأغاني الوجدانية وملحق موسّع خاص بنماذج من مدوّنة الأغاني.. وأثناء التصفّح يعثر القارئ على أغان متعلقة بالعمل (رحي الحبوب إعداد الصوف..) والأغاني المرتبطة بالمناسبات الدينية (الحج زيارة الأولياء..)، والأغاني الفردية (ترقيص الأطفال والملالية..) وأخيرا أغاني الأطراق وأغاني المحفل.. ورغم احترازي على ما يكتب باللهجة العامية، فإن هذا الكتاب يحوي طرافة، نادرا ما يعثر المرء عليها، وهو يمثل مشاهد اجتماعية يمكن ان تكون أرضية لبعض الدراسات الاجتماعية والثقافية والانتروبولوجية.. كانت اللغة عربية متينة، وكان الموروث بالعامية وبهذا المزج كان الابداع وخاتمة نقول: ان كتاب «أغاني النساء في برّ الهمامة» لمؤلفيه نعيمة غانمي وأحمد الخصخوصي هو مرجع أساسي لكل دارس يرنو الى معرفة ظواهر اجتماعية وثقافية لمجتمع عاش في القرن العشرين.