استغربت عندما حدثني أحد مديري المدارس الابتدائية بأن ميزانية المدرسة التي ترصدها له وزارة التربية في حدود 270 دينارا سنويا وهو ما يعني أن هذه المدرسة الابتدائية مطالبة أن لا تتعدى نفقاتها على مرّ العام كله أقل من دينار في اليوم... أعرف أن الجميع في وزارة التربية بداية بالوزير يُدرك أن هذه الميزانية (إذا صحّت كلمة ميزانية) لا تكفي حتى لتسيير المدرسة لمدة شهر واحد فقط فما بالك وأنها ميزانية سنة بحالها... أعرف معاناة السادة الأفاضل مديري المدارس الابتدائية الذين يضطرون إلى طلب واستجداء «كميات» من الورق من الأولياء عبر أبنائهم التلاميذ وإلى طلب تبرعات للمساهمة في بعض الأشغال... وأدرك أن الأولياء يفعلون ويتبرعون عن طيب خاطر وعن اقتناع لكن الكثير منهم سيستغرب حين يعرف حقيقة ميزانية المدرسة التي يدرس بها ابنه... لا بد من التعامل مستقبلا مع المدرسة الابتدائية كمؤسسة تحتاج إلى مصاريف وإلى نفقات وإلى أعوان تسيير وموظفين ومساعدين للمدير.. ولا بد أيضا أن تكون لهذه المدارس ميزانيات تليق بها وليس ميزانيات «رمزية».