أكّدت امس القيادة الفلسطينية تصميمها على التصدي لمحاولة اثارة الفتنة واحداث انقسام في الصف الفلسطيني واعلنت في الوقت ذاته الاستمرار في عملية الاصلاح. وبهذا الاعلان «الحازم» بدت القيادة الفلسطينية وهي تحاول منع تطورالامور باتجاه الهاوية بينما يجابه الفلسطينيون مزيدا من الاعتداءات الصهيونية التي ردت عليها المقاومة بهجمات ضد قوات الاحتلال. وفيما بدا ان حدة الازمة الامنية السياسية التي اندلعت قبل حوالي أسبوع بدأت تخف على الرغم من تسجيل بعض الحوادث المتفرقة على المستوى الامني، تحاول القيادة الفلسطينية من خلال التحركات السياسية والمواقف والتصريحات استعادة السيطرة على الوضع. تعهدات وفي بيان نشرته امس وكالة الانباء الفلسطينية تعهدت القيادة الفلسطينية التي اجتمعت الليلة قبل الماضية برام الله، بالتصدي لكل المحاولات «التي تهدف الى احداث الشرخ والفتن في الصف الفلسطيني او التي تحاول معها انتزاع حق السلطة والقيادة المنتخبة في القيام بمسؤولياتها الوطنية». وشدد البيان كذلك على ضرورة فرض سيادة القانون والنظام متعهدا بملاحقة الذين يعتدون على الممتلكات العامة والخاصة... وقالت القيادة الفلسطينية التي اجتمعت برئاسة ياسر عرفات وبمشاركة كل الهيئات القيادية في حركة «فتح» انها ستعمل على الكشف عن كل الذين يتعرضون لابناء الشعب الفلسطيني في كل المستويات والكشف عن الفاعلين وملاحقتهم وتقديمهم للقضاء لمحاكمتهم ومعاقبتهم حفاظا على الوطن والمواطنين. وشدد البيان الفلسطيني ايضا على ضرورة فرض حالة الاستقرار والسلام الاجتماعي. وفي هذا البيان كانت هناك اشارات واضحة الى محاربة ظاهرة الفساد والتصدي لحالة الفوضى التي برزت في الايام الماضية. وقبل اجتماع القيادة الليلة قبل الماضية كان الرئيس عرفات قد عرض على المجلس التشريعي «تسوية» للخلاف القائم مع حكومة احمد قريع، تشمل منح رئيس الوزراء صلاحيات امنية. وعلى الميدان سجل امس حادث اخر في سياق التوترات التي تعصف بالساحة الفلسطينية حيث قتل شاب فلسطيني بالرصاص حين حاول بعض سكان بيت حانون منع مقاتلين من زرع عبوة ناسفة خوفا من رد اسرائيلي. وأطلق المقاتلون النار في الهواء ثم باتجاه المجموعة التي كانت تحاول للتصدي لهم، لكن لم يتضح ما اذا كان الشاب قد سقط برصاص فلسطيني حيث ان مصادر فلسطينية اكدت ان جنودا اسرائيليين وصلوا الى الموقع اطلقوا النار على المقاتلين فاصابوا الشاب وبعض أقاربه. عدوان... وردّ فلسطيني وذكرت امس الاذاعة العبرية ان جيش الاحتلال الاسرائيلي وسع نطاق احتلاله لبيت حانون شمالي قطاع غزة. وتوغلت وحدات مدرعة اسرائيلية بعمق اكبر في منطقة بيت حانون واحتلت مواقع جديدة وقامت بتجريف لمساحات جديدة من الاراضي الزراعية بدعوى الرد على اطلاق صواريخ من هذه المنطقة. وفتحت امس قوات الاحتلال النار على احياء سكنية في رفح وخان يونس بجنوب قطاع غزة. وشارك امس اكثر من الفي فلسطيني في تشييع شهيدين من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي كانا قد سقطا اول امس في غارة جوية اسرائيلية على سيارتهما في حي الزيتون بغزة. وتعهدت الحركة بالرد على هذه الجريمة الصهيونية الجديدة. وفي الضفة الغربية حاول فدائي فلسطيني الليلة قبل الماضية اقتحام مستوطنة «شافي شمرون» الصهيونية قرب نابلس واصاب جنديا اسرائيليا قبل ان يتمكن من الانسحاب. وتبنت الهجوم كتائب شهداء الاقصى وكان مقاومون قد هاجموا مساء اول امس قوة عسكرية اسرائيلية قرب رام الله.