تونس الشروق كتب نورالدين بالطيب في إطار لقاءاته لتدوين الذاكرة الثقافية في تونس استضاف نادي «محاورات» في كهف دار الثقافة ابن رشيق مساء الخميس المسرحي محمد ادريس مدير المسرح الوطني وأيام قرطاج المسرحية للحديث حول تجربته المسرحية. ادريس قال ان هذا الفضاء يذكّره بالكثير من الأصدقاء واللحظات الجميلة فقد ناله شرف تدشين هذا الفضاء سنة 1964 وتحديدا في شهر مارس بمسرحية «اليوم الاخير» مع مجموعة من الممثلين الشبّان يصعدون لأوّل مرّة على الركح من بينهم الاستاذ محمد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث وتوفيق الجبالي الذي كان ضابط إيقاع وراء علي الرياحي وقد كان دوره في هذه المسرحية هو أوّل ظهور له كممثل كما قدّم فيها مسرحية «أوديب الملك» مع الاستاذ محمد عبد الرؤوف الباسطي والاستاذة أليفة فاروق والأستاذ الشاذلي بن يونس والبشير الدريسي وهشام رستم وغيرهم كما تذكّره قاعة ابن رشيق بالمرحوم حمّادي الجزيري الذي كان يعرض فيها مسرحياته ويوزّع قطع الصابون من نوع «ليكس» في شكل من أشكال الدعم. بن عياد والمسرح الجديد محمد ادريس تحدّث عن علاقته بعلي بن عيّاد فقال أنها كانت علاقة رائعة على المستوى الانساني ولكن كانت هناك خلافات ايديولوجية بين بن عيّاد وجيله وقد كان له موعد معه قبل رحيله النهائي بلحظات وأكّد ادريس ان المسرح الجديد ولد بين مجموعة من الأصدقاء جمعتهم الصداقة و«العشرة» منذ سنّ الحادية عشرة وأشار ادريس الى أنه تربّى على مسرح السرد والحركة ومن حظّه أنه عمل مع جون ماري سيرو وليكوك وتعلّم التعبير بالحركة والضوء والإيماءة وهو الخيط الذي يربط بين كل أعماله المسرحية. ادريس قال أنه من عائلة تربّت على حب الكتاب إذ كان والده زيتونيا ومن روّاد مجلس العربي الكبّادي في باب منارة لذلك أحبّ في سنّ مبكرة اللغة العربية كما كان والده دستوريا لكنه اعتزل الحياة السياسية بعد الانشقاق الذي عرفته الحركة الدستورية بين الحزب القديم والجديد. التلفزة ظهور محمد ادريس كان مفاجئا في التلفزة، هذا الظهور قال عنه ادريس أنه كان مجرّد صدفة وقد اقتنع بمشروع المخرج سامي الفهري وكان له الوقت ليستجيب لذلك ولو طرح عليه المشروع في وقت آخر ربما لا يكون له الوقت الكافي للمشاركة في العمل واستغرب ادريس حفاوة الاستقبال التي لمسها في المطار عند عودته إذ لم يكن في تونس عندما بثّ المسلسل وقال ضاحكا أنه قدّم أدوارا في المسرح والسينما لم ينتبه لها الجمهور كما انتبهوا لدور الشرير في مسلسل «مكتوب» وأكّد محمد ادريس أنه لم يشاهد المسلسل كما أنه لا يملك جهاز تلفزة ولا يحب ان يشاهد نفسه لأن أهم مرأة للفنان هي نفسه وباطنه وعالمه الداخلي والوجداني.