من أمثالنا الشعبية المتداولة إلى حد الساعة قولهم «النار ولا عمّار» فمن يكون عمّار هذا الذي خير القوم النار عليه واعتبروها أرحم منه؟ فهل لا يكون عمارنا هذا هو نفسه «عمّار» بطل مسلسل دموع الورد التركي؟ الذي ترك الأوضاع «بين عرب بين ترك» في أكثر من بيت وعائلة حيث حضرت التفرقة والدموع والشوك وغاب الورد..؟ قد يبدو السؤال أبله غبيا ساذجا ومع ذلك أطرحه ولي في طرحه متكأ. ليس عدد الخصومات والمشاجرات ولا حتى حالات الطلاق التي تسبب فيها عمار التركي وإنما هذه الحادثة: تردد هذه الأيام على أكثر من لسان أن أكثر عمليات سرقة الأبقار المستفحلة في الأرياف تتم أثناء بث «دموع الورد» وذلك بشهادة اللصوص أنفسهم وإليكم هذه الشهادة المكتوبة بخط اليد. تناقلت الألسن أخيرا خبرا يقول: إن فلاحا صغيرا مقيما في المنطقة الحدودية بين ولايتي باجة وبنزرت استفاق ذات فجر على خلاء بيته من أعز وأغلى ما ملكت أيمانه ومن كل حصاد العمر أي من بقراته الستّ الحلوب التي أتى عليها اللصوص ولم يتركوا له منها سوى الزبالة في المربض والعقل والقلب والخاطر. وتركوا له أيضا وهذا المهم على باب الاسطبل ورقة مكتوب عليها «دموع الورد اسهر مع عمار ولحق للبتوار» ذبحت البقرات أم لم تذبح الأكيد أن عمار التركي ذبح صاحب البقرات الستّ وجعل منه بطلا لمسلسل «دموع البقرة».