في اطار حوار مع جاك دريدا والتعريف ب «منهجية التفكيك» يقول هاشم صالح : «ليكن واضحا كل الوضوح أننا لا نستهدف النيل من الماضي او من الأجداد، فما هكذا يكون العلم ولا بهذه الطريقة تحصل النهضات».. هذه الأسطر اختارها الأستاذ علي المخبلي ان تكون فاتحة كتابه «في نقد الفكر العربي (1) التحليل والتأويل قراءة في مشروع محمد عابد الجابري» عن منشورات «كارم الشريف» المغاربية لطباعة وإشهار الكتاب وجاء الكتاب على 186 صفحة تعددت عناوينها واختلفت مضامينها. تأسيس القول في الماضي، الحج و «الحج الأكبر» المضمون الإيديولوجي في خطاب الجابري التأويل والقياس في الخطاب التراثي مجموعة من المحاور التي اختارها علي المخبلي لتكون جزءا من قراءاته النقدية ،والتحليلية في كتابات محمد عابد الجابري. «كيف ننهض» ؟ «كيف ننهض ؟» سؤال محوري جاء في مقدمة الكتاب طرحه مجموعة من المفكرين العرب المعاصرين مع مجموعة من الأسئلة حول تخلف المسلمين؟ وكيفية تحقيق دولة الوحدة والحرية. وفي هذا الصدد يقول علي المخبلي ففي حين تتجه هذه الأسئلة المراحل الى استشراف المستقبل والى البناء تتجه المرحلة الموالية الى نفض الغبار عن الماضي والى نقض ما انحدر منه «هكذا كان تفسير المخبلي في قراءته النقدية حول هذه الاستفهامات المتراكمة وحول مفهوم الخطاب التراثي حيث يقول المخبلي في الصفحة 25 «هو خطاب مستقل عن بقية أركان الخطاب العربي المعاصر مثل الخطاب السياسي او الخطاب الفلسفي او العلمي او التنموي». الإيديولوجيا في خطاب الجابري «المضمون الإيديولوجي في خطاب الجابري» عنوان المحور الرابع من كتاب علي المخبلي وقد ذكر الكاتب ان مناقشي الجابري قد آخذوه على اهماله في تحليل الخطاب العربي المعاصر «ونقد العقل العربي» وربط الفكر بالواقع الاجتماعي والتاريخي. وفي قراءته النقدية يقول على المخبلي.. «رغم ذلك فاننا نلاحظ أن اغلب كتابات الجابري تقوم على تحقيق دراسة الفكر بالواقع لا مجرد الربط بينهما». وفي خاتمة قراءاته النقدية وضع علي المخبلي قارئ الكتاب في النصاب عندما ذكر أن اهتمامه بالجابري ليس سوى اهتمام بأنموذج عن الخطاب التراثي العربي المعاصر وليس الاهتمام بالخطاب التراثي سوى محاولة لتفحص نوع مقاربة «العقل العربي المعاصر».